أفصحت وثائق مسربة استخباراتية حديثة عن تورط الجزائر في تقديم الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أثناء مواجهة الثورة السورية التي اندلعت في عام 2011. تأتي هذه الوثائق، التي صدرت عن إدارة المخابرات العامة السورية وتحمل تصنيف “سري للغاية”، لتؤكد قيام النظام الجزائري بإرسال ضباط مخابرات ذوي خبرة سابقة لتدريب نظرائهم السوريين على أساليب قمع المظاهرات وتشويه صورها، بالإضافة إلى دعم التنظيمات المتشددة وتعذيب المعتقلين.
تسلط الوثائق المسربة الضوء على التنسيق العسكري العميق بين النظامين السوري والجزائري، حيث تضمنت إرسال ضباط أمن واستخبارات جزائريين متخصصين في مكافحة الإرهاب لتنظيم دورات تدريبية مكثفة لضباط جيش النظام السوري في مختلف الفروع. كما تكشف هذه الوثائق عن جوانب مظلمة من تاريخ النظام الجزائري، مستعرضة كيفية انتقامه من المعارضة الداخلية عقب فوز جبهة الإنقاذ في الانتخابات البرلمانية عام 1992، إذ لجأ النظام الجزائري آنذاك إلى اتهام أعضاء الجبهة بالإرهاب. هذه التجربة، وفق الوثائق، كانت محوراً استفاد منه نظام الأسد لقمع الاحتجاجات الشعبية في سوريا.
تزيد هذه التسريبات، التي صدرت بعد سقوط نظام الأسد، من تعقيد صورة الجزائر على الساحة الدولية، وتثير تساؤلات حول دورها في دعم الأنظمة القمعية ضد شعوبها. كما تفتح الباب أمام تحقيقات جديدة حول مدى تأثير الدعم الجزائري على مسار الصراع السوري وحقوق الإنسان في البلاد.