خصصت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الجمعة، حيزا كبيرا من تعاليقها للأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد، على إثر انخفاض إيرادات النفط، وانهيار صادرات المحروقات. وكتبت صحيفة “ليبيرتي”، في هذا الصدد، أن الآفاق بالنسبة لهذا العائد الذي تذره صادرات المحروقات تبدو سيئة، بالنظر إلى الارتفاع الاستثنائي للاستهلاك الداخلي للطاقة.
وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها، إلى أن الانتقال الطاقي لم ينجز، على الرغم من التعبير بشكل مفرط عن الانكباب عليه، مما وضع الحكومة أمام معادلة لا يمكن أن تتوازن إلا بطريقة واحدة، تتمثل في التحرك على مستوى الاستهلاك، أمام العجز عن القيام بذلك على مستوى حجم انتاج المحروقات، وهو ورش كبير وغير مضمون، وذلك أخذا بعين الاعتبار السياق والالتزامات الدولية، خاصة في إطار منظمة البلدان المصدرة للنفط.
وقالت الصحيفة، استنادا لتصريح لوزير الطاقة أمام النواب، إن الجزائر قد لا يكون بمقدورها تصدير الغاز الطبيعي في أفق العام 2021.
وأوضحت الصحيفة أنه وبحسب مدير التوقعات بوزارة المالية، يبدو أنه قد تم الحسم في خيار الإصلاح واستهداف الدعم، وهو تصريح يقطع مع الخطاب المعقد للسنوات السابقة، حينما كان الجهاز التنفيذي يستعمل صيغا حذرة جدا في ما يخص قضية الدعم، الذي أبقى عليه ما دامت إيرادات النفط تسمح له بذلك، ولكن أيضا لأنه كان يستغلها كوسيلة جذب سياسي في محاولة للرفع من شعبيته التي شهدت تراجعا مضطردا. ويرى صاحب الافتتاحية أن الحفاظ على حجم التحويلات الاجتماعية في قانون المالية لسنة 2019 ناجم، في رأي العديد من الخبراء، ليس عن نظرة اقتصادية متبصرة، وإنما عن حساب سياسي، حتى لا نقول لاعتبارات انتخابية.
من جهتها، أكدت صحيفة (ليكسبريسيون) أن النقاش حول الاستهلاك الوطني للطاقة أعيد إلى صلب الجدل من قبل وزير الطاقة، مصطفي غيتوني، الذي صرح خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني، بأنه وبحسب الوتيرة التي تسير بها الأمور، فإن “الجزائر لن يكون بمقدورها تصدير الغاز الطبيعي في غضون ثلاث سنوات”.
وأضافت الصحيفة أنه ومن أجل تأكيد “خطورة” الوضع، أوضح الرئيس المدير العام لمجمع (سوناطراك) أن الجزائر، التي يتراوح انتاجها الحالي من الغاز الطبيعي، بين 130 و140 مليار متر مكعب، صدرت سنة 2018 كمية ناهزت 50 مليار متر مكعب، أي الكمية نفسها التي تم تصديرها سنة 2017.
وأوضحت أن أرقام وزارة الطاقة أماطت اللثام عن انتاج من الغاز الطبيعي يبلغ 130 مليار متر مكعب، موزعة على 50 مليار للاستهلاك الداخلي و50 مليار للتصدير، و30 مليار مخصصة لنشاط آبار النفط.
من جانبها، لاحظت صحيفة (ألجيري باتريوتيك) أنه في أقل من شهر أخذ النقاش منحى رهان كبير يرتبط به الأمن الطاقي للبلاد، في حين أن الرهان الآخر يتعلق، بطبيعة الحال، بمستوى العائد، على اعتبار أن الاستهلاك الداخلي بدأ يستحوذ على حصص هامة من المحروقات التي يتم انتاجها. وعلى صعيد آخر، كشفت صحيفة (الوطن) أن الوضع، وببساطة، كارثي بالمستشفيات الجزائرية، وهو يشمل كافة الخدمات في هذه المؤسسات المفروض فيها أن تقدم علاجات ذات جودة للمرضى.
وسجلت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان “النزيف الكبير”، أنه منذ سنوات يصعد مهنيو قطاع الصحة من حدة لهجتهم للتنديد بظروف العمل، وخاصة في فترة أدائهم للخدمة المدنية، مبرزة أن استعمال القوة لاحتواء المظاهرات ولد إحساسا بالإحباط، بل وحتى الاستسلام في صفوفهم، وهو ما أدى بالتالي إلى ظاهرة الفرار بكثافة إلى الخارج، بتحفيز من عروض مغرية يتم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.