حطم ريال مدريد كبرياء بايرن ميونيخ حامل اللقب ، وسحقه برباعية نظيفة في المباراة التي أقيمت بينهما بملعب أليانز أرينا ، بإياب الدور قبل النهائي من دوري أبطال أوروبا ، وكانت نتيجة لقاء الذهاب الأسبوع الماضي قد انتهت بفوز الريال بهدف نظيف ، ليتأهل الميرينجي إلى نهائي التشامبيونزليج الذي يقام 24 مايو بملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة .
واضح الإنهيار التام لنجوم البايرن منذ البداية ، ولم يظهر أي لاعب في مستواه وسط حالة من التيهان لمدربهم خلال الشوط الأول ، الذي شهد ثلاثية للريال وفشلت طريقة الاستحواذ التي اعتمد عليها البافاري خلال هذا الموسم أمام سرعة هجمات الملكي الذي استطاع الوصول للنهائي بعد معاناة 12 عاما ، ويقترب من اللقب العاشر بفوزه لأول مرة في التاريخ على بايرن ميونيخ بملعب الفريق الألماني ، أحرز للريال راموس هدفين ( د16 و د 20 ) ورونالدو (د 34 و د 90) .
رونالدو كان على موعد معتاد مع تحطيم الأرقام ، حيث سجل هدفين ووصل للرقم 16 بدوري الأبطال في موسم واحد محطما رقم ميسي ( 14 هدفا ) ، ليثبت الدون أنه الأفضل هذا الموسم بينما حصل تشابي ألونسو على إنذار خلال هذا اللقاء ، وهو الثاني له ليتم حرمانه من التواجد مع الفريق في نهائي البطولة .
دخل جوارديولا اللقاء ، وهو يبحث عن هدفين يتأهل بهما الفريق ، فلعب بتشكيل هجومي من خلال طريقة 4-2-3-1 بتقدم ماندزوكيتش ، ومن خلفه الثلاثي ريبيري ومولر وروبن .. بينما دخل أنشيلوتي المباراة بتشكيلته الأساسية ، وبطريقته المعتادة 4-3-3 بتقدم الثلاثي بنزيمة وكريستيانو وبيل .
لم تحمل الدقائق الأولى من اللقاء أي جديد أو تغيير عن لقاء الذهاب ، فمن لا يعلم توقيت المباراة يعتقد أنه يشاهد جزء من مواجهة البرنابيو ، حيث الإستحواذ من نصيب البايرن ، ونفذ البريال هجمة سريعة بين رونالدو ودي ماريا أشبه بتلك الهجمة التي جاء منها هدف الذهاب الوحيد .
جاريث بيل كان على موعد مع الخطورة الأولى في المباراة ، عندما خرج نوير من منطقة جزاءه ولعب الكرة برأسه قبل بنزيمة ، وصلت لبيل الذي سدد مباشرة في المرمى الخالي لكن تسديدته علت المرمى .
وضح القلق والإرتباك على أداء البافاري ، ولم يكن بالصورة التي تمكنه من تهديد مرمى كاسياس نظرا للرقابة اللصيقة التي فرضها مدافعو الريال على ريبيري وروبن ، وهو ماجعل الريال يفكر في الهجوم ، وبالفعل في الدقيقة 16 لعب مودريتش ركنية متقنة داخل منطقة الجزاء قفز لها راموس أعلى من الجميع ، وسددها برأسه في الزاوية اليسرى لنوير محرزا الهدف الأول للملكي .
جاء الهدف المبكر محبطا للبايرن الذي فقد تركيزه تماما لمدة دقائق ، إستغلها الريال الذي لم يرحم ، ولم تمر سوى أربع دقائق فقط حتى أحرز راموس الهدف الثاني له ولفريقه ، من كرة ثابتة رفعها دي ماريا وقابلها بيبي برأسه ، وطار عليها راموس برأسه داخل مرمى نوير .
المعاناة البافارية إستمرت خلال الدقائق التالية ، حيث عجز لاعبو البايرن عن تشكيل خطورة تذكر على مرمى الريال بينما الثغرات والأخطاء الدفاعية تعددت لوجود فجوة كبيرة بين الوسط والهجوم ، وهو ما إستغله الميرينجي ونفذ الهجمات السريعة التي يجيدها ، وفي الدقيقة 34 من هجمة مرتدة مرر بنزيمة الكرة لبيل السريع فأهداها لرونالدو الذي سدد في مرمى نوير ، محرزا الهدف الثالث لفريقه ، وإحتفل بتحطيمه رقم ميسي بتسجيله الهدف ال 15 في بطولة التشامبيونز ليج خلال موسم واحد .. لينتهي الشوط الأول بتقدم الريال بثلاثية .
بحث جوارديولا عن حلول سريعة مع مطلع الشوط الثاني ، فدفع بمارتينيز بدلا من ماندزوكيتش على أن يتقدم مولر كرأس حربة صريح ، وعاد الفريق للإستحواذ على الكرة ولكن نجومه فشلوا في فك شفرة دفاع الريال ، رغم ملامح الخطورة التي بدأت تتشكل على مرمى الميرينجي .
ظهر كاسياس أخيرا في الكادر وتصدى لتسديدة روبن ، ولم يتخل الريال عن طريقته في تقديم دروسا في الكرة السريعة التي تشكل الخطورة الحقيقية ، ومنع نوير الهدف الرابع للميرينجي ، وأنقذ تسديدة كوينتراو بصعوبة لتستمر معاناة الدفاع البافاري الذي إعتقد لاعبوه أن الفريق سيلعب في منطقة جزاء الخصم فقط ، ففقدوا تركيزهم تماما .
لم يظهر نجوم البايرن ريبيري وروبن في مستواهم المعهود ، وإكتفوا بمحاولة تقديم حلول فردية فقط رغم الرقابة اللصيقة عليهما ، حيث تفوق كاربخال على ريبيري وأنهى كوينتراو خطورة روبن ليتفوق الريال دفاعا وهجوما ، ويعكس القراءة الصحيحة لأنشيلوتي للمباراة ، وسط حالة توهان لجوارديولا الذي إفتقد لتقديم ما يمكنه إنقاذ كبرياء فريقه .
وفي محاولة أخيرة لتنشيط الصفوف دفع مدرب البايرن بجوتزة بدلا من ريبيري المختفي تماما ، بينما دفع أنشيلوتي بفاران بدلا من راموس نجم اللقاء وقام نوير حارس البايرن للتقدم خارج منطقة جزائه ، ولعب ليبرو في محاولة لإنهاء مرتدات الريال ، ويحاول لاعبو البافاري حفظ ماء وجههم ولكنهم إصطدموا بدفاع إسباني قوي .
لم يترك رونالدو اللقاء يمر دون أن يسجل هدفه الثاني ، والهدف رقم 16 في البطولة محطما رقمه الذي سجله منذ دقائق ، وسدد قذيفة أرضية من ركلة في الدقيقة الأخيرة سكنت الزاوية اليمنى للحارس نوير .. لينتهي اللقاء بفوز الريال رباعية تاريخية ويتأهل لنهائي التشامبيونز ليج .