بنكيران يرد على لوموند: فرنسا مطالبة بحل مشاكلها وملك المغرب يقوم بواجباته

في تصريح مثير حمل رسائل سياسية قوية، وجه عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية انتقادات حادة لصحيفة لوموند الفرنسية، داعيا إياها إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب والتركيز بدل ذلك على الأزمات المتفاقمة التي تعيشها فرنسا. بنكيران أكد أن ملك المغرب يقوم بواجباته الدستورية والسياسية، بينما المنابر الإعلامية الفرنسية، وعلى رأسها لوموند، اختارت الانحياز إلى خطاب عدائي يفتقر إلى الموضوعية والمهنية.
لوموند ومعاداة المغرب
لم يكن هذا الهجوم الأول من لوموند على المغرب، فالصحيفة درجت منذ سنوات على نشر مقالات وتقارير تحاول النيل من صورة البلاد وقيادته. مواضيعها غالبا ما تكون مليئة بالتأويلات المغرضة، وتُكتب تحت تأثير لوبيات معادية، خاصة تلك القريبة من النظام الجزائري أو دوائر أوروبية لا تخفي عداءها للوحدة الترابية للمملكة.
هذا السلوك الإعلامي يكشف عن ازدواجية فاضحة، حيث تتجاهل لوموند ما يعانيه المجتمع الفرنسي من أزمات متفاقمة، كالعنصرية، وأزمة الهجرة، والاحتجاجات الاجتماعية، وتفشي الجريمة، لتسلط الضوء بدل ذلك على قضايا مفبركة حول المغرب.
استهداف القارة الافريقية
عداء لوموند لا يقتصر على المغرب وحده، بل يمتد إلى قارة افريقيا ككل. الصحيفة ظلت ولسنوات واجهة لخطاب استعلائي يكرس النظرة الاستعمارية القديمة، حيث تقدم القارة في صورة بؤرة للفوضى والاضطراب، متجاهلة قصص النجاح والنهوض التنموي التي تشهدها عدة دول افريقية.
ففي الوقت الذي يتجه فيه المغرب لتعزيز شراكاته الاقتصادية والسياسية مع دول الجنوب، بما فيها دول افريقيا جنوب الصحراء، تعمل بعض المنابر الفرنسية، ومنها لوموند، على التشويش على هذه الدينامية. هذا الموقف يعكس في العمق خوفا من فقدان النفوذ التقليدي لفرنسا في افريقيا أمام صعود قوى جديدة مثل المغرب والصين وروسيا.
المغرب في مواجهة الحملات المأجورة
المغرب، الذي راكم على مدى العقدين الأخيرين مسارا تنمويا ودبلوماسيا مميزا، أضحى اليوم لاعبا محوريا في المنطقة، سواء من خلال حضوره في ملفات الهجرة، أو دوره البارز في الأمن ومكافحة الإرهاب، أو عبر مبادراته في مجالات التنمية المستدامة والطاقة المتجددة. هذه النجاحات تشكل مصدر قلق لبعض الأطراف التي لم تستسغ أن تتحول المملكة إلى قوة إقليمية مؤثرة.
ومن هنا، يصبح استهداف الصحافة الفرنسية، وتحديدا لوموند، مفهوما في سياق حملات إعلامية مأجورة، هدفها التشويش على صورة المغرب وإضعاف موقعه المتقدم قاريا ودوليا.
رسالة بنكيران
رسالة بنكيران إلى لوموند كانت واضحة: المغرب له قيادة شرعية ممثلة في جلالة الملك الذي يقوم بواجباته، والشعب المغربي متمسك بمؤسساته، أما فرنسا فعليها أن تنشغل بأزماتها الداخلية بدل تصدير أزماتها الإعلامية نحو الخارج.
هذا الموقف يلتقي مع مواقف شعبية ورسمية في المغرب ترى أن الوقت قد حان لردع الخطاب الإعلامي العدائي، والتأكيد أن المملكة لم تعد في موقع الدفاع، بل أصبحت طرفا مؤثرا وشريكا أساسيا في صناعة القرار الإقليمي والدولي.




