أمينة اوسعيد
يحصد مرض السرطان بالمغرب أرواح الكثيرين سنويا. ويتصدر سرطان الثدي وعنق الرحم أعلى نسب الإصابة بين صفوف النساء يليه سرطان الرئة عند الرجال وسرطان البروستاتا. ويبقى العلاج الكيميائي والتدخل الجراحي في بعض الأحيان هو الحل الوحيد للفوز بفرصة أخرى في الحياة عند الأوفر حظا طبعا. في حين يفقد الكثيرون حياتهم خلال رحلة العلاج الطويلة. ومن منا من لم يفقد عزيزا بسب هذا المرض اللعين.
لا توجد دراسة دقيقة تحدد عدد المصابين والمصابات بالسرطان بمدينة صفرو. لكن على الأغلب عددهم يفوق العشرات. ومعانتهم تفوق حد الاحتمال. في ظل غياب مركز للأنكولوجيا بالمدينة. فجميع المصابين يتم تحويلهم إلى المستشفى الجامعي بفاس CHU، لتلقي جرعات “الشيميو” وتتبع حالتهم المرضية باستمرار، بعد ما يتم تشخيص حالتهم إما عبر طبيب خاص أو عبر مستوصف ستي مسعودة الذي لعب دورا مهما سابقا باستقطاب الحالات وتشخيصها عبر أشعة “الماموغرافي” ثم تحويلها قصد تلقي العلاج المناسب بالمستشفى الجامعي بفاس.
إلا أن هذا المستوصف الوحيد بالمدينة الذي يقع وسط حي شعبي ويحيط بيه بائعو الخضر من كل جانب. أصبح لا يوفر خدماته الصحية كما في السابق. والسبب راجع إلى النقص الحاد في عدد الموارد البشرية المختصة في تشخيص هذا المرض. إضافة إلى غياب الطبيب المسؤول عن إجراء أشعة “الماموغرافي” والذي قدم استقالته ورحل عن المستوصف دون معرفة أسباب ذلك. مما اضطر المسؤولين عن المستوصف إلى توجيه الحالات الوافدة عليه نحو المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة صفرو بعد بلوغ المريضات عددا معينا.
مدينة صفرو بحاجة ماسة لمركز الدعم النفسي ومصاحبة مرضى السرطان. فاسم المرض وحده كافٍ لزعزعة نفسية المريض إضافة إلى الآلام التي تهاجم جسمه عندما يصل المرض ذروته. في ظل غياب مركز لعلاج هذا المرض بالمدينة أو فرع لجمعية للا سلمى الذي يُعْنى بمرضى السرطان، أو جمعيات من المجتمع المدني تأخذ بيد المرضى وتعينهم على شراء الأدوية وتساهم في تغطية تكلفة المرض الغالية. مرضى السرطان بمدينة صفرو بحاجة ماسة للدعم المعنوي قبل كل شيء والدعم المادي أيضا فأغلب الحالات ينهشها الفقر والمرض في صمت تحسبهم أغنياء من التعفف ولا يسألون الناس إلا دعوات صادقة بالشفاء العاجل.
