بقلم…عبد الحق غاندي : رئيس الائتلاف المحلي من اجل البيئة والتنمية المستدامة بصفرو
في خطوة طال انتظارها صادق مجلس جماعة صفرو في الدورة الاستثنائية المنعقدة يوم الخميس 19 شتنبر 2024 على اتفاقية شراكة يتم بموجبها انشاء محطة تصفية مياه الصرف الصحي لكل من جماعتي صفرو والبهاليل بميزانية تقدر ب 20 مليار سنتيم وتستفيد من مياه هذه المحطة كل من جماعتي صفرو وفاس لسقي المساحات الخضراء ، الى هنا تعد هذه الخطوة جد ايجابية لطالما طالب بها المجتمع المدني بصفرو ، وعلى الخصوص الائتلاف المحلي من اجل البيئة والتنمية المستدامة بصفرو في عدد من المراسلات والبيانات .
الا ان هذه الخطوة ستظل ناقصة ما لم تليها عدد من الخطوات المترابطة ، وأولها إعادة تهيئة شبكة الصرف الصحي المهترئة بالكثير من الاحياء والشوارع بجماعة صفرو، ونفس الشيء بالنسبة لشبكة تصريف مياه الأمطار الشيء الذي يتسبب في تسريب جزء مهم من هذه المياه الى الفرشة المائية الباطنية .
كما أن مياه الصرف الصحي لعدد من الاحياء يستغله فلاحوا المدينة لسقي بساتينهم بالإضافة الى ان الكثير من مياه الصرف الصحي تختلط بمياه عدد من السواقي التي يستعملها بعض الفلاحين بشعبة زلاغ والرفايف وستي مسعودة وطريق فاس لسقي مزروعاتهم مما يشكل خطرا على صحة المستهلك وكل هذا يؤدي في نهاية المطاف عدم وصول كميات مهمة من مياه الامطار والصرف الصحي الى المصب بمجرى الوادي وبالتالي الى المحطة الموعودة التي من المفترض تبتدئ اشغال بنائها سنة 2025 وتنتهي سنة 2028 .
كما ان استفادة جماعة صفرو من هذه المياه المعالجة بالمحطة لسقي الحدائق تبقى محط تساؤل حيث ان الجماعة متاح لها حقها في مياه سواقي وادي اكاي العذبة لكن استعمالها في ري الكثير من الحدائق واشجار التصفيف يبقى محدودا بسبب عدم توفر الجماعة على العدد الكافي من الشاحنات الصهريجية لنقل مياه السقي .
ان عدم وصول الكثير من مياه الصرف الصحي الى هذه المحطة للأسباب السالفة الذكر وعلى الخصوص في الفصول الجافة سوف يجعل من الاستفادة من مياهها لسقي الحدائق والكولف محط تساءل بسبب عدم كفايتها حتى لسقي البساتين المتواجدة بمنطقة لكلات ودار العطار وهنا نطرح التساؤل هل ستصل الى المحطة الكميات المقدرة حسب اتفاقية الشراكة ب 10 الاف متر مكعب في اليوم .
كما ان تشغيل المحطة سيصبح من اختصاص الشركة الجهوية متعددة الخدمات لفاس مكناس والتي ستحل محل الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بفاس الموقعة على هذه الاتفاقية يطرح سؤال هل ستتكفل هده الشركة ايضا بإعادة هيكلة البنية التحتية لشبكة الصرف الصحي ومياه الامطار وما يتطلبه ذلك من استثمارات ضخمة بميزانيات كبيرة من المفترض أن تحتسب تكاليفها ضمن فاتورة استهلاك الماء والصرف الصحي والكهرباء الشيء سيثقل كاهل الاسر دات الدخل المحدود .
وهكذا فإن انشاء هده المحطة يجب ان يكون حافزا للمضي قدما نحو إنشاء محطات مماثلة بمجموع جماعات الاقليم وكدلك اقامة مطارح عمومية مراقبة مما سيساهم في تحويل إقليم صفرو الى فضاء ايكولوجي نمودجي .
