العالم

محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول: ترقب دولي وسط خلافات عميقة

في أجواء من الحذر والترقب، تستعد مدينة إسطنبول لاحتضان جولة جديدة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا، وسط حضور إعلامي كثيف وتوقعات متباينة بشأن فرص إحراز تقدم نحو تسوية النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد أعلنت أن المحادثات “تم تأجيلها إلى الفترة المسائية”، بينما لم تصدر كييف أي توضيح بشأن توقيت اللقاء أو التشكيلة الدقيقة لوفدها.

غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي وصل إلى أنقرة في وقت سابق، أكد اصطحابه لـ”فريق رفيع المستوى”، يضم ممثلين عن وزارة الخارجية والجيش والمخابرات، دون أن يحدد ما إذا كان سيتوجه شخصيًا إلى إسطنبول أو سيكتفي بإرسال وفد مفوض.

استنفار إعلامي في إسطنبول

أمام قصر دولما بهتشة المطل على البوسفور، حيث من المرتقب أن تُعقد اللقاءات، احتشد مئات الصحفيين منذ ساعات الصباح، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية، وسط تدابير أمنية مشددة شملت نصب حواجز وتأمين مداخل القصر.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عن هذه المحادثات نهاية الأسبوع الماضي، ردًا على إنذار وجهته كييف ودول أوروبية طالبت فيه بوقف فوري لإطلاق النار كشرط مسبق لبدء الحوار. إلا أن موسكو رفضت هذا الطرح بشكل قاطع، في موقف وُصف بأنه تجاهل للتنسيق الأمريكي-الأوروبي بهذا الصدد.

مواقف دولية متباينة

في واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده لزيارة تركيا يوم الجمعة، إذا ما تم تسجيل “تقدم ملموس” في المحادثات. كما أكد وزير خارجيته ماركو روبيو، المتوقع وصوله أيضًا إلى تركيا، أن الإدارة الأمريكية “منفتحة على أي آلية قد تؤدي إلى إحلال السلام”.

من جهته، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان-نوييل بارو على ضرورة “تجنب الوقوع في نفس الأخطاء” التي أفشلت محادثات ربيع 2022، مؤكدًا أن “وقفًا لإطلاق النار دون شروط وبشكل فوري” هو المدخل الوحيد لأي تسوية جدية.

خلافات عميقة على الأرض

ورغم الأجواء الدبلوماسية، لا تزال الهوة واسعة بين مواقف الطرفين. ففي الوقت الذي تطالب فيه كييف بانسحاب القوات الروسية من أراضيها كشرط أساسي، تؤكد موسكو تمسكها بما تعتبره “مكاسب ميدانية”، حيث أعلنت الخميس عن السيطرة على بلدتين جديدتين شرق أوكرانيا، في وقت لا تزال القوات الروسية تحتل نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى