المغربفاس

مأساة بحي الضيعة بفاس تعيد النقاش حول ظاهرة الانتحار وسط الشباب

مرة أخرى، تهتز مدينة فاس على وقع حادث مأساوي، بعدما وُجد شاب في مقتبل العمر، من مواليد 2001، جثة هامدة معلقة بحبل فوق سطح منزل أسرته بحي الضيعة التابع لمقاطعة المرينيين.

الخبر الذي نزل كالصاعقة على عائلة الضحية وساكنة الحي، يعكس الوجه المقلق لظاهرة الانتحار وسط فئة الشباب، وهي الفئة التي كان يُفترض أن تنشغل ببناء المستقبل وصناعة الأمل، بدل الاستسلام لليأس والموت المبكر.

ورغم أن أسباب الحادث ما تزال غامضة وتخضع لتحقيقات المصالح الأمنية والنيابة العامة، فإن تكرار مثل هذه المآسي يطرح تساؤلات عميقة حول الأوضاع النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها جزء مهم من الشباب المغربي. فالإحباط الناتج عن البطالة، وضغوط الواقع المعيشي، والغياب النسبي لآليات الدعم النفسي، كلها عوامل تجعل بعض الشباب يجدون أنفسهم أمام اختيارات مأساوية.

السلطات المختصة سارعت إلى فتح بحث قضائي وإخضاع الجثة للتشريح الطبي لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، غير أن الرسالة التي يتركها هذا الحادث تتجاوز الجانب الجنائي لتدق ناقوس الخطر بشأن ظاهرة تتسع يوما بعد يوم.

إن مواجهة الانتحار وسط الشباب تتطلب رؤية مجتمعية متكاملة، تشمل المدرسة، والأسرة، ووسائل الإعلام، إلى جانب مبادرات فعالة في مجال الدعم النفسي والاجتماعي، حتى لا يبقى اليأس طريقا مفتوحا نحو الموت، بدل أن يكون الأمل جسرا للحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى