قصر جديد في تندوف.. رفاهية زعيم البوليساريو فوق معاناة المحتجزين والمغرر بهم

بين خيام مهترئة يعيش داخلها آلاف المحتجزين والمغرر بهم في مخيمات تندوف، وفي ظل أوضاع إنسانية تزداد سوءاً يومًا بعد يوم، تتواصل أشغال بناء قصر فاخر لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، داخل مخيم الرابوني. مشروع يثير موجة غضب واسعة، بعدما أكد معارضون من داخل الجبهة أن وتيرة إنجاز القصر تسير بسرعة، وقد تكتمل خلال أشهر قليلة.
المعارض الصحراوي سعيد زروال نشر صورًا للبناية التي ترتفع طوابقها فوق أرض تندوف، منتقدًا هذا التناقض الفجّ بين الرفاه الذي ينعم به قادة الجبهة، وبين البؤس الذي يعيشه المحتجزون داخل المخيمات. فبينما يعاني آلاف الأشخاص من نقص الغذاء والرعاية الصحية، ينشغل زعيم الجبهة ببناء مقر سكني جديد لا علاقة له بمعاناة من يتخذهم ذريعة في خطاباته.
المفارقة الأكثر سقوطًا أن رئيس الهلال الأحمر الصحراوي كان قبل أسبوعين فقط يطلق نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي محذرًا من “أزمة غذائية خطيرة” تهدد الأطفال والنساء داخل المخيمات، ومطالبًا بمساعدات تفوق 100 مليون دولار لتوفير حاجيات أساسية.
كيف يمكن لمنظمة تزعم الدفاع عن “قضية إنسانية” أن تستجدي المساعدات بينما يبني زعيمها قصرًا فاخرًا؟
التقارير الأخيرة للهلال الأحمر تكشف حجم الكارثة:
13% من الأطفال دون 5 سنوات يعانون من سوء التغذية الحاد
65% من الأطفال مصابون بفقر الدم
69% من النساء في سن الإنجاب يعانين من فقر الدم كذلك
ورغم هذه الأرقام المخيفة، يستمر قادة البوليساريو في الاستفادة من امتيازات واسعة: سيارات حديثة، رواتب مرتفعة، فيلات مجهزة، وسفر دائم نحو الخارج، بينما يعيش المحتجزون على حصص غذائية تُنهب قبل وصولها، وعلى خيام لا تقي من برد الشتاء ولا من حرّ الصيف.
ويشير زروال إلى أن غالي كان يخطط منذ سنوات لتشييد هذا “القصر” في بئر لحلو، قبل أن ينقله اليوم إلى قلب تندوف، ليظل دليلاً على أن قيادة البوليساريو تعيش في عالم، والمحتجزون في عالم آخر تمامًا.
اليوم، يتساءل الكثير من أبناء المخيمات ممن بدأوا يرفعون أصواتهم:
كيف يمكن لزعيم يدّعي الدفاع عن المحتجزين أن يبني قصرًا فوق معاناتهم؟
وكيف يمكن لجبهة تتغذّى على بؤس الناس أن تستمر في المتاجرة بهم أمام العالم؟
إنها ليست مفارقة فقط…
إنها فضيحة أخلاقية وسياسية تكشف بوضوح حجم الهوّة بين قيادة تنعم بالرفاه، ومحتجزين يعيشون تحت الخيام منذ نصف قرن، بلا أمل ولا حقوق.




