’’فَـقِـيـهٌ مِنْ مَرَابِعِنَا’’ قصيدة لشاعر الخضراء صفرو ذ.عبد الاله بوتنين على هامش ملتقى اليوسي
على هامش الملتقى العلمي الذي نظمه المجلس العلمي المحلي لمدينة صفرو حول دور العلامة الحسن اليوسي في خدمة العلوم الشرعية , جادت قريحة شاعر الخضراء صفرو الأستاذ عبد الاله بوتنين بقصيدة شعرية اختار لها عنوانا :’’فقيه من مرابعنا’’ أهداها لروح العلامة أبي علي الحسن اليوسي , حاول من خلالها ابراز مكانته العلمية , وكذا تسليط الضوء على الذخائر النفيسة التي ألفها هذا العلامة الجليل , فاستهل قصيدته منشدا
عَادَ الرَّبـيـعُ… وَعَادَتِ الُفِكَــــرُ فَاعْـــزفْ قَصِيدَكَ أيُّـــــهَا الوَتَـرُ
وَاسْكُبْ رَحِيقَ العِلْمِ فِي قَدَحٍ وَاسْقِ العِطَاشَ إذَا هُمُ حَضَرُوا
وَاذْكُرْ مَدِينَتَنَـا… وَمـَا شَهِـدَتْ مِنْ مُلْتَقَى فِي الفِكْر مُـنْحَصِـرُ
إذْ تَـفْتَـحُ الأحْضـانَ مُـشْرعََــةً لِلوَافِــديــنَ… وَكُــــلُّهـَا خَـفَــرُ
سَــبَّاقَــةٌ لِــكُـــلِّ مَـكْـرُمَــــةٍ وَالشَّاهِدَانِ: الشَّمْسُ وَالقَمَــرُ
هَذِي قَوَافِي الشِّعْرِ مِنْ مَرَحٍ نَزَلَتْ بسَاحَـتِكُمْ.. لَهَا خَـبََــــرُ
عَنْ جِهْبـِذٍ مَلأ الدُّنَى أرَجــــًا مِنْ عِلْمِهِ..حَتَّى ازْدَهَى القُطُرُ
هَّــذَا فَـقِـيـةٌ مِـنْ مَـرَابِـعِـــنَـا قَدْْ طَابَ مِنْــهُ اَلأصْلُ والثَــمَــرُ
لِلْيُوسِ مُـنْـتَسَبًا..وذَا نَسَبٌ مِنْ مَعْدِنِ الشَّرَفِ الّذِي خَبَرُوا
مِنْ آلِ يُــوسُـفَ يَـا لَـهُ شَرَفٌ طَابَتْ مَغَـارسُـهُ.. لَــــهُ طُــرَرُ
حَسنُ الشَّمَائِلِ واسْمُه”حَسَنٌ” وَعَلَـيْهِ مِنْ ألَقِ الهُدَى غُرَرُ
عَلَمٌ ـ تَعالَى اللهُ ـ مِنْ عَلَــمٍ جَمِّ المَآثِــر.. يَـشْـهَدُ الأثَــرُ
فِـي وَجْـهِ كُـلِّ مُكَابر.. أسَـدٌ لاَ يَرْعَــوِي.. للحَقّ يَنْتَتصِـرُ
عَفٌّ.. بحِصْنِ الحَمْدِ مُسْتَتِـرٌ صَلْبٌ.. بـتَـقْـوَى اللّهِ مُؤْتَـزرُ
شَـهـدَتْ لَـهُ الأقْـرَانُ قَـائِـلةً هَــذَا الّــذِي أفْــكـَـــارُهُ دُرَرُ
مَلأَ الدُّنَى عِلْمًا وَمَعْــرفَـــةً مِـنْ فَيْضِـهِ قُـــطّـرَتْ عـِـــبَـرُ
تَهْـفُــوا القُلُوبُ لِذِكْرِه مِقَـة مِنْ كُلِّ صَقْعٍ دُونَهُ الــبَـصَـرُ
يُزْجِي النَّصَائحَ.. وَهْوَ يَبْذُلُهَا للهِ خَالِصَةً.. فَـتَـنْـتَـــــشِـــرُ
وَيَرَى بأَنََّ النُّصْـحَ أثْمَنُ مَــا يُسْدِي الهُدَاةُ إذَا هُمُ نَفرُوا
كَمْ سُنَّةٍ أحْيَى مَعَـالِمَـهَـا حَـتّىَ بَدَتْ كَالفَجْر يَنْفَـجِــرُ
كَمْ بِدْعَةٍ في المَهْدِ أقْبَرَهَـا لَــوْ كَـانَتِ الألْـــبَـابُ تَعْـتَـبــرُ
كَمْ مِنْ يَدٍ لَهُ غَيْرِ وَاحِـــــدَةٍ لاَ الدِّينُ يُنْكِرُهَا وَلا الفِكَـــــرُ
صَاغَ البُدُورَ..وَمِنْ طَرَائفِــهِ حِـكَــمٌومِـنْ تَـألِيـفِـهِ الدُّرَرُ
وَكِتَابٌهُا لقَانُــــونُ جَــاءَ بـــهِ حَـدًّا.. لِكُلِّ العِلْمِ يَخْـــتَصِــرُ
وَالمشْرَبُ الثَّـرُّ الّذي ذَكـَرُوا عَامٌّ وخَاصٌّ.. سَمْتُهُ الظّـفَـرُ
وَمُحَاضَرَاتُه.. قَدْ بَدَتْ غُصُنًا فِي نَشْرَةٍ التَّألِيفِ تَنْــأطِــــرُ
حَفَلَتْ رَسَائِــلُهُبِمَا حَمَـلَتْ بالحَقِّ تَصْدَعُ وَهْيَ تَسْتَعِــرُ
نُصْحـــًا لأهْلِ الأمْـــر قَاطِـبَــةً فِي طَيِّهَا السَّلسَالُ والصَّبرُ
تِلْكُمْ أسَامِي بَعْضَ مَا مَنَحَتْ أفْكَـــارُهُ.. للِدِّيـن تَـنْـتَـصِــــرُ
فَتـَـنَاثَـرَتْ عَبْرَ المَـدَى غُـــرَرًا وَتَـنَاقَـلَـتْـهَا الأنْـجُـمُ الزُّهُـــرُ
جَلَّى شُمُوسَ الحَقِّ وَاضِحـَةً فانْسَابَتِ الأنْـــــوَارُ تَـنْـهَـمِـرُ
هِــبـَةٌ مِــنَ اللّهِ وَمَـــوْهِـبَــةٌُ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ.. عِــنْدَهُ خَــبَــرُ
جَــلَّى بفِكْرِهِ كُلَّ مُـعْـضِـلــةٍ لَمْ يَـثْــنِـهِ عِـيٌّ وَلا حَـصَـــــرُ
أبْقَى رَصِيدًا مِنْ مَآثِـــــــــرهِ يَبْقَى.. ويَفْنَى دُونَهُ الـعُـمُــرُ
إنَّا لَنُـؤْتَى مِنْ مَــوَاعِـــظِــهِ وَعْـظــًا بمَا نَأتِي وَمَــــا نَـذَ رَ
نَـرْنُــوا إلَيْهِ وَهْوَ فِي حُـجُـبٍ قُـدْسِـــيَّـــةٍ تَــحــتَـفُّـهَـا دُرَرُ
وَنَـحُـومُ حَوْلَـهُ كَالفَرَاشِ وَفِي أعْمَاقِنَا مِنْ لَوْعَةٍ.. وَطَــــــــرُ
يَحْدُو بِنَا نَحْوَ الرَّجَــــا أمَـلٌ وَيُعيدُنَا نَحْــوَ الأسَـى قَـدَرُ
هَذي صُرُوفُ الدَّهْر مِنْ أزَلٍ لاَ مَــلْجـأ مِـــنْـهَــــا وَلا وَزَرُ
لَئِنِ انْطَوَتْ عَنَّا مَآثِــــــــرُهُ زَمَنًا…غَدًا..حًتْمًا سَتَنْتشِرُ
عَفْوًا أسَاتِذَتِي وَمَــعْـــذِرَةً يَا سَادَتِي.. قَدْ جِئْتُ أعْتَــذِرُ
فَتَقَبَّلُوا عُذْري..كَــفَى طَرَبًا هَذَا أوانُ العِلْمِ .. فَاعْـتَـبــرُوا
أهْوِنْ بشِعْري.. بَعْدَمَا سَبَقَتْ شِعْرِي إليْكُمْ.. تِلْكُمْ الغُــــرَرُ
تَـنْسَابُ مِنْ لَـدُنِ أسَاتِـذَةٍ غُـرّ جَـهَــابـــذَةٍ.. لَهُمْ فِــكَــرُ
جَأؤُوا..ونُورُ الِعلْمِ يَسْبِقُهُمْ للمُلْتقٌى.. فَــتَنَاثَرَ الخَبَـــــــرُ
للهِ دَرُّهُمُ.. فَمَــا بَـخِلـــــوا بـعَـطَائِهـمْ يَوْمًا.. وَمَا ادَّخَرُوا
لِيَكُونَ هَذَا المُلْتَقَى حَدَثًـا نــزْهُـوا بهِ دَوْمًــا.. ونَـفْـتَـخِـرُ