ارتكبت خطأ
حين أعطيتك كل شيء
اقترفت ذنبا
حين طلبت منك كل شيء
لم أكن أعلم
بأن من تعوّد على أخذ كل شيء
أبدا لا يمكنه إعطاء أي شيء
أنت ماكرة.. !
أنت غادرة.. !
خدعتني
بابتسامة صفراء من شفتيك
وظلّلتني
بتسبيلة خليعة من عينيك
فظننت أنه الجود
العطف والكرم المنشود
لكني لم أنل منك
سوى النكران والشح والجحود
أنت ضليعة
في فنون الخداع
ومتقنة
لصنوف الصراع
وأنا الأحمق
الذي فعل كل شيء لأجلك
أنا المتهور
الذي خرّ راكعا تحت قدميك
لقد جًبت
كل الأقطار بحثا عنك
وقطعت
كل الأمصار متقفيا آثارك
وحين عثرت عليك
وجدتك قاسية..
طاغية.. متجبرة.
تذلّلت .. خضعت..
وطمعت في فضلك وكرمك
لكن الطيبة والكرم
ليستا من طبعك !
أنت.. عديمة الإحساس،
جاحدة..
أنت.. مفتقدة للإخلاص،
عنيدة..
معك، جرّبت كل السبل
وتخليت عن مواقفي
حتى كدت أفقد كل المثل
لقد ضعت في صحرائك
المقفرة
وتهت في دروبك الملتوية
المظلمة
فوهنت صحتي
وانكسرت
وتراجعت عزيمتي
فما انتصرت
ولم يعد بحوزتي ما أعطيك
فلا قوة تجعلني أنال منك
آه يا ماكرة.. !
آه يا غادرة.. !
فلا سبيل للثأر منك
سوى الانتظار..
الانتظار ثم الانتظار..
انتظار معجزة..!