عاودت بعض مظاهر التخلف للظهور من جديد في بعض مقاطعاتنا بمدينة صفرو ، خصوصا بمقاطعتي بنصفار وحبونة ، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المواطنين . فالازدحام الشديد ، وانتظار وثيقة إدارية بالأيام والأسابيع ، مظاهر انقرضت ، أو لنقل قلت في الآونة الأخيرة ، فاستبشر الناس خيرا ، كناية عن بداية نهاية معاناة المواطنين مع عقود الازدياد ، وشواهد السكنى ، وتصحيح الامضاءات ، وبدت الأمور كأنها تسير في الاتجاه الصحيح ، معلنة شعار ” المقاطعة في خدمة المواطن ” . وزاد تفاؤل الناس بإعلان مدينة صفرو من بين أوائل المدن المغربية التي ستمكن مواطنيها من الحصول على بعض الوثائق الادارية عبر نافذة الشباك “الأوتوماتيكي” ، إلا أن هذه المظاهر لم تصمد مع مرور الأيام ، واستحالت سرابا يحسبه الظمآن ماء . فكلما هل علينا موسم دراسي جديد ، أو فترة اجتياز طلبتنا لمباريات التوظيف ، إلا وعجزت بعض مقاطعاتنا عن استيعاب واحتواء المواطنين ، وعن الاستجابة لطلباتهم وفق شروط تصون كرامتهم ، وتضمن لهم أبسط حقوق المواطنة . وأرجع أحد نشطاء المجتمع المدني في تصريح خص به “صفرو بريس” تدني الخدمات في المقاطعتين المذكورتين ، الى التدبير السيء للموارد البشرية من جهة ، والى التقصير من قبل بعض الموظفين من جهة ثانية ، في غياب تام للرقابة من قبل المسؤولين . اتصلت إدارة الجريدة بالكاتب العام لبلدية صفرو ، قصد الاستفسار عن أسباب هذا الوضع “النشاز” ، فلم نجد مجيبا غير علبة هاتفه الصوتية ، ليظل السؤال المطروح : من المسؤول عن هذا الوضع ؟ ينتظر جوابا ، أو بالأحرى تحركا عاجلا لإيجاد حلول دائمة تحول دون معاودة مثل هذه المظاهر المشينة ، للظهور من جديد ، خصوصا وأن المغرب يعرف إقلاعا هاما على جميع الأصعدة ، وفي مختلف الميادين ، والمواطنون ، يقول أحدهم ، لن يقبلوا بعرقلة هذا الاقلاع .
