غزة تصنع الفرح من تحت الركام.. زفاف جماعي يعلن الحياة رغم الحرب والدمار والمعاناة

في غزة، حيث تختلط رائحة الغبار بصوت الانفجارات، يواصل الناس كتابة قصصهم الخاصة عن الصمود. ورغم الحرب والدمار والمعاناة، اختار عدد من الازواج الفلسطينيين ان يقيموا زفافا جماعيا بسيطا في قلب الركام، ليحولوا المشهد الكئيب الى مساحة صغيرة من الضوء.
لم يكن المكان قاعة افراح فاخرة، ولا كانت الزينة سوى اقمشة متواضعة عُلقت على جدران مهدمة. ومع ذلك، بدا الحضور وكأنهم في احتفال كامل، لأن الفرح هنا لا يقاس بالزخرفة بل بالإصرار. العرسان تقدموا بخطوات ثابتة فوق ارض فقدت ملامحها، يحيط بهم اهل واطفال واصدقاء جاؤوا ليشهدوا لحظة تتحدى الخوف.
العروس ترتدي فستانا طالته آثار الغبار، لكنها تبتسم بثقة تجعل كل ما حولها يبدو اقل قسوة. العريس يضحك وهو يساعدها على تجاوز حجارة متناثرة، وكأنهما يقولان للعالم إن غزة، رغم الجراح، قادرة على صناعة لحظات تشبه الحياة. خلفهما بنايات منهارة، لكنها تتحول في هذه اللحظة الى شاشة تروي قصصا عن امل لا ينطفئ.
الهتافات الخافتة والزغاريد التي تختلط بصوت طائرة في السماء، كانت تعبيرا عن روح فلسطينية تعرف كيف تحمي نفسها بالفرح. فالاحتفال هنا ليس مجرد زفاف، بل فعل مقاومة، ورسالة تقول إن الحرب يمكنها ان تهدم البيوت، لكنها لا تستطيع هزم الإرادة.
وهكذا، وسط الركام والرماد، وقف العرسان يعلنون بداية حياة جديدة في زمن لا يمنح الكثير، مؤكدين ان غزة، مهما اشتدت عليها المحن، ستظل تحتفل وتحب وتحلم.




