أقلام حرة

غرفة الموت

 

أنا هنا الآن

في صدر الليل أغوص

داخل غرفة موتي ،

تمثال بزفرة روح

وفؤاد متشظي ،

أحن إلى أمي

فتشرد عيناي بين الزوايا

ويتخطفني الخيال

خيال أمي

فأتبع مسكها ،

أنا الباكي

كالطفل الرضيع

وأنا الهامس

كراهب فقد لذة الحياة :

سلاما للروح السماوية هناك

سلاما للوجه الذي لا ولن ينطفئ ،

أرى صورة أبي على جانبي الأيمن

فأتساءل في ذهول :

أحقا تسع سنوات

مضت يا أبتي على الرحيل ؟

فألتقط صورته

وأمسح عليها

غبار الموت والسنين

وأقبل قبلة يتيمة الجبين

وأعيدها كما كانت ،

أحن إلى إخوتي الثلاث

أحن إلى ملامحهم الطفولية المسلوبة

فأخاطب فيهم ..

رجل الصحراء

ورمل الصحراء

وشمس الصحراء الملتهبة ،

أحن إلى عشقي القديم

فأرسم ظل الحبيبة شامخا

أراقصه حينا

وأقبله أحيانا

وأهرع لبعض هدايا الحب المحفوظة

أستنشق منها عبق الذكرى ،

ككتاب الله المقدس

وورقة شجرة يابسة

كتبت عليها إسمينا في مرحلة الجامعة

وقارورة عطر قاتل

وربطة عنق أنيقة

وقلم مداد أسود فاخر ،

وهذه كتبي

قد تعانقت

وطال عناقها على مكتبي

ما بين أدب وفقه وفلسفة ،

أنا هنا الآن أموت

أنا الآن هنا ميت

 

ل | خالد لويتي

 

(المنزل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا