شكل مشروع التنمية القروية بالأطلس المتوسط الشرقي محور لقاء تواصلي احتضنته عمالة اقليم بولمان يوم 4 نونبر 2015، والذي يستهدف 10 جماعات قروية بكل من دائرتي بولمان واوطاط الحاج وجماعتين حضريتين : بولمان وايموزار مرموشة. لقاء عرف حضور عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي والمدير الإقليمي للفلاحة و المدير الجهوي للفلاحة ورئيس الغرفة الجهوية للفلاحة بالإضافة إلى رؤساء الجماعات الترابية والمنتخبون ورؤساء الهيئات والتنظيمات المهنية، وشكل مناسبة للاعتراف بمجهودات أحد أبرز المستثمرين”الناجي علي” في هذا المجال والذي سلمت له شهادة تقديرية من طرف عامل اقليم بولمان.
وفي كلمته الافتتاحية بالمناسبة، شدد عامل الإقليم أولا، على دور القطاع الفلاحي في السياسة التنموية المحلية بامتداداته الوطنية بمختلف مشاريعها وبرامجها الوطنية وضرب موعدا لأنشطة مستقبلية للاهتمام بهذا القطاع. هذا اللقاء، والذي دأبت المديرية الإقليمية للفلاحة على تنظيمه مع شركائها ومختلف الفاعلين في المجال الفلاحي على صعيد الإقليم، نابع من الأهمية التي يحضى بها القطاع ضمن السياسات العمومية المحلية بكل أبعادها وتجلياتها، باعتباره رافعة أساسية للتنمية المحلية ومدخلا رئيسيا لتحقيق مقومات الأمن الغذائي خاصة وأن الإقليم، ذي 14395كلم2 19750نسمة منها %63 ذات طابع قروي، ويتوفر على مؤهلات طبيعية وموارد بشرية من شان الاهتمام بها خلق دينامية متطورة ومتوازنة، بحسب عامل الإقليم . كلمة ذكر، فيها هذا الأخير، بوضع القطاع الفلاحي في الإصلاحات الهيكلية التي تعرفها بلادنا في مجال الفلاحة والتنمية القروية والتي ترتكز على دعامتين: تتعلق الأولى بتطوير فلاحة عصرية أما الثانية فتهم ترسيخ سياسة فلاحية تضامنية تروم دعم الفلاحين الصغار والنهوض بأوضاع الفئات الهشة والفقيرة، وذلك من خلال الاستفادة من مشاريع تتضمن سلاسل انتاجية مختلفة سواء هم الأمر الإنتاج الحيواني أو الأشجار والنباتات العطرية والطبية….
كلمة اعتبرت المشروع استكمالا لفلسفة مؤطرة لسياسة فلاحية محلية استفاد منها الإقليم منها ما يدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو ميزانيات الجماعات الترابية أو المديرية الإقليمية للفلاحة، ومنها ما يرتبط ببرامج ومشاريع ذات صبغة أفقية كبرنامج إغاثة الماشية ومشروع تحدي الألفية….مثلا. هذا وقد أشار في شق كلمته الثاني الى الاتفاق على تنظيم تظاهرة سنوية حول التربية الحيوانية للتعريف بالخصوصيات المحلية وعلى الصعيد الثقافي والعلمي فقد تم العزم على تنظيم يوم دراسي حول الفرص المتاحة اتنمية القطاع الفلاحي بشراكة مع مجموعة من المتدخلين.
أما كلمة المدير الجهوي للفلاحة فتضمنت نقطتين أساسيتين، الأولى لتقديم حصيلة المشروع بينما الثانية همت كيفية تدبير مرحلة ما بعد المشروع. هذا الأخير، وبحسب المدير الجهوي للفلاحة، يعتبر مجهودا جبارا لإصلاح الدوائر السقوية والاهتمام بأقطاب التنمية المحلية من مسالك وممرات ونقط الماء؛ و لتقوية الإنتاج الحيواني والنباتي للرفع من المردودية وتثمين المنتوجات عبر بناء وتجهيز عدة وحدات للإنتاج؛ ولتأهيل العنصر البشري عبر اتصالات مباشرة واستشارات فلاحية و دورات تكوينية من خلال انتظامه في تعاونيات وجمعيات. وقد دعا إلى إعداد ورقة تتضمن كيفية تطوير السلاسل الإنتاجية، سلسلة الإنتاج الحيواني وسلسلة الورديات وسلسلة الزيتون وسلسلة المنتوجات المحلية كالعسل والأعشاب العطرية والطبية، والتدخل في هذه السلاسل لا يهم وزارة الفلاحة وحدها بل يستدعي فرقاء آخرين. لذلك ينبغي عقد لقاءات لشرح إمكانية الاستثمار في عدة قطاعات تهم المجال الفلاحي والرهان على الموارد البشرية سيكون كبيرا لدعم تنظيمها وتدليل الصعوبات المتعلقة بالتسويق. تلك هي الخطوط العريضة لكيفية تدبير المرحلة المقبلة من وجهة نظر المدير الجهوي للفلاحة.
هذا، وقد قدم المدير الإقليمي للفلاحة لبولمان مسحا للمشرع بصفة عامة يهم منطقة المشروع وكلفته وأهدافه والمنهجية المعتمدة في إعداده أجرأته بالإضافة إلى مكوناته ومنجزاته؛ كما أشار إلى أن التطرق للعناصر بشكل تفصيلي سيتم عبر أشرطة مؤسساتية أعدت لهذا الغرض( سيتم تخصيص أجزاء لها لاحقا). في حين أشاد رئيس الغرفة الجهوية للفلاحة بالحضور كما وكيفا ودعا إلى الاهتمام بالفلاحة والفلاحين وأبدى استعداده لبذل قصارى جهده في هذا المجال بالنظر إلى المسؤولية المنوطة على عاتقه.
وبالنظر إلى ما يكتسيه الموضوع من أهمية، سوف نتطرق في الأجزاء القادمة لما تضمنه اللقاء من عروض تهم مشروع التنمية القروية بالأطلس المتوسط الشرقي .