صفرو : "فضل العشرالأوائل من شهر ذي الحجة" موضوع خطبة الجمعة لهذا اليوم بمسجد سيدي بومدين وهذا مضمونها
بسم الله الرحمن الرحيم والصلا ة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى ءاله وأصحابه أجمعين
خطبة الجمعة ليوم :27/ذوالقعدة 1439هجرية /الموافق 10 غشت 2018
الموضوع :فضل العشرالاوائل من شهرذي الحجة :
الكاتب :عبدالمالك اربيحو خطيب المسجد بإقليم صفرو.
أما بعد:
عبادالله:موضوعنا لهذااليوم الأغر:{فضل العشر الأوائل من ذي الحجة}
أيها المسلمون:إن أحب الشهورإلى الله تعالى ،(الأشهر الحرم) وهي أربعة :ذوالقعدة وذوالحجة،والمحرم ،ورجب مضرالذي جاء بين جمادى وشعبان :
قال عزمن قائل في سورة التوبة {ان عدة الشهورعندالله اثنا عشرشهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذ لك الدين القيم فلا تظلمو فيهن انفسكم }
وأحب أشهرالحرم إلى الله تعالى (شهرذي الحجة)
وأفضل أيام ذي الحجة ،(العشرالاوائل منه)
أيهاالمسلمون :فبعدأيام قلائل ستحل بناعشروأيام مباركة ، قدرها كبير ،وشأنها عظيم، وثوابها جزيل ،ومنزلتها رفيعة ،ومكانتها عالية،بل هي أفضل أيام الدنيا كما جاء ذلك عن خيرالبرية،حيث قال صلى الله عليه وسلم:( أفضل أيام الدنيا أيام العشر)أي العشرالأوائل من ذي الحجة ،رواه البزاروابن حبان:
وقال الحافظ بن حجرالعسقلاني رحمه الله ،والذي يظهران السبب في امتياز عشرذي الحجة ،لمكان اجتماع امهات العبادة فيه ،وهي :الصلاة ،والصيام،والصدقة ،والحج، ،ولا يتاتى ذلك في غيره من الايام ،
ويكفيها شرفا وفضلا ،ان الله عز وجل اقسم بها في كتابه فقال (والفجروليال عشر):
فالناظر في هذه الايام والمتامل فيها ،يلاحظ ان الله عزوجل خصها بمزايا وخصائص كثيرة ،قال بعض العلماء ،(العشر الاوائل من ذي الحجة ،احتوت على فضائل عشر:)
1) أن الله عز وجل اقسم بها في كتابه العزيزفقال :(والفجروليال عشر والشفع والوتر والليل اذا يسري هل في ذلك قسم لذي حجر ) سورة الفجرفهده الآية الكريمة اشتملت على ثلاثة أمور.
أولا :نستفيد منهاأن الله عز وجل إذا أقسم بأمر ما ، يكون غرضه التنبيه على ما فيه من العظمة ، لانه سبحانه عظيم، والعظيم لا يقسم الا بعظيم،بمعنى أن الله عز وجل يقول لنا ، انظرو الى هذاالمخلوق الذي اقسمت به ،وتاملو فيه ،واغتنموه ، وخذو منه الدرو س والعبر،فاني لم اقسم به عبثا ،وانما اقسمت به لقيمته وفضله وشرفه ومكانته ،
ثانيا: أن الله عز وجل قرن العشرفيها،بأ وقات فاضلة،وأعمال عظيمة، قرنها-بالفجر- وبالشفع – وبالوتر- وبالليل – وكل هذه المعاني تدل على قيمة المقسم عليه، ثالثا :نستفيدمنها أيضا أن الذين ينتبهون الى هذه الكنوز وهده الفوائد، هم أصحاب العقول السليمة ، والقلوب الحية (هل في ذلك قسم لذي حجر) والحجر:هو العقل، وسمي العقل حجرا ،لانه يمنع صاحبه من الوقوع في الشر والعبث :
2)أن الله سماها بالأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره فقال عزمن قائل :ويذكروااسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ،
3)أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لها بأ نها افضل ايام الدنيا كما تقدم في الحديث الشريف :
4)أن فيها يوم التروية :يوم بداية اداء منا سك الحج، وهو اليوم الثامن من شهرذي الحجة ،وسمي بهذا الاسم ،قيل لان عرفات لم يكن بها ماء، فكانوا يتروون من الماء اليها:
5) أن فيها يوم عرفة ،وما ادراك ما يوم عرفة ،انه اليوم التاسع من ذي الحجة الذي اكمل الله فيه الدين، واتم فيه النعمة، فقال عز من قائل (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
ويكفي هذا اليوم شرفا وفضلا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه:(الحج عرفة ) وبين ان صيامه يكفر ذنوب سنتين ، ما ضية ومستقبلة،فهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار:فعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مامن يوم اكثرمن ان يعتق الله فيه عبدامن النار من يوم عرفة، فاحرصو رحمكم الله على صيامه ،فان صيامه مؤكد :يقول سيدي عبدالواحد بن عاشر رحمه الله (كتسع حجة واحرى الاخر )والآخر، هويوم عرفة: وقال عليه الصلاة والسلام :صيام يوم عرفة احتسب على الله ان يكفرالسنة التي قبله والسنة التي بعده رواه مسلم :
6)أن فيها ليلة المزدلفة :وتسمى ايضا، بليلة الجمع ،لأنها تصلى فيها المغرب والعشاء جمعا وقصرا،وتسمى بالمشعرالحرام ،فالنزول فيها واجب،والمبيت بها الى طلوع الفجر سنة :بمعنى فإن لم ينزل بها بالمرة فعليه (الدم)
7)أن فيها الحج ،الذي هو ركن من اركان الاسلام :
8)أن فيها يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة ، اليوم الذي تذبح فيه الاضحية ،وهو افضل ايام السنة ،قال سيدالاولين والاخرين ،اعظم الايام عندالله ،(يوم النحر ثم يوم القررواه ابوداوود والنسائي) ويوم القر هو اليوم الدي يلي يوم النحرأي اليوم الحادي عشر من شهر دي الحجة سمي بدلك لأن الحجاج يقرون ويستقرون ويستريحون فيه بمنى بعدالفراغ من الطواف والنحر
9)أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
10)أنه لما كانت هذه الأيام بهذه المكانة المذكورة حث النبي صلى الله عليه وسلم على افعال واعمال الخير فيها،لما لها من مكانة خاصة عند الله تعالى ،
