
يشهد سد سيدي عبو، الواقع على بعد 40 كلم جنوب شرق تاونات على واد اللبن، تقدمًا ملحوظًا في أعمال البناء، حيث بلغت نسبة الإنجاز نحو 80%، ويتوقع انتهاء الأشغال في غشت 2025، قبل سنة من الموعد المحدد، ما يعكس كفاءة الفرق المغربية التي تشرف على التنفيذ والمراقبة.
يهدف هذا المشروع، الذي تديره وزارة التجهيز والماء، إلى دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، وتثمين الموارد المائية في حوض سبو، باستثمار يبلغ 1.28 مليار درهم. ويؤكد نيار زكرياء، رئيس إعداد سد سيدي عبو، على أهمية هذا السد الاستراتيجية، إذ سيخلق حقينة مائية تصل إلى 200 مليون متر مكعب على مساحة 833 هكتار بين إقليمي تاونات وتازة.
يتألف السد من منشأتين هندسيتين: الأولى هي المنشأة الرئيسية، من نوع الخرسانة المدكوكة بارتفاع 72 مترا وطول 148 مترا، بحجم إجمالي يبلغ 240 ألف متر مكعب من الخرسانة؛ والثانية هي حاجز الفج، حاجز ترابي تكميلي بارتفاع 41 مترا وطول يزيد عن كيلومتر، بحجم ردوم يبلغ 2 مليون متر مكعب.
ويتميز المشروع بوجود منشآت لضمان إدارة مثلى للموارد المائية، من ضمنها مفرغ الحمولات، مفرغ القعر، مآخذ مياه الشرب والمياه الموجهة لأغراض فلاحية، ومأخذ للطاقة الكهرمائية.
من المتوقع أن يسهم السد في تزويد المدن المجاورة بالماء الصالح للشرب، وسقي حوالي 500 هكتار، إضافة إلى الحماية من الفيضانات وخلق حوالي 360 ألف يوم عمل خلال مرحلة الإنجاز. ويدير المشروع مقاولات مغربية، مما يعزز التنمية الاقتصادية والسياحية في المنطقة ويسهم في فك العزلة عن الدواوير المحيطة بفضل الطرق المستحدثة.
سد سيدي عبو يعد استثمارًا استراتيجيًا لإقليم تاونات، مجسداً التزام المغرب نحو التدبير المستدام للموارد المائية.