شهد ملف النقل المدرسي بإقليم صفرو منعطفاً جديداً بعد تدخل السيد عامل الإقليم، الذي دعا إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الإقليمي يوم الجمعة 12 شتنبر 2025 ابتداء من الساعة العاشرة صباحاً بالقاعة الكبرى بمقر العمالة، وذلك طبقا لمقتضيات المادة 38 من القانون التنظيمي رقم 112.14 المتعلق بالعمالات والأقاليم.
هذا القرار جاء على خلفية النقاش الواسع الذي أثارته وضعية بعض الحافلات المفوتة في حالة ميكانيكية متدهورة، وكذا رفض بعض الجماعات المصادقة على اتفاقية الشراكة الخاصة بالتدبير التعاقدي المندمج للنقل المدرسي، وهو ما شكل عائقاً أمام ضمان الانطلاقة السليمة لهذه الخدمة الحيوية مع الدخول المدرسي الحالي.
وقد برز خلال هذه المرحلة الدور المحوري للمجلس الإقليمي لصفرو، الذي عمل بجهود كبيرة من أجل تشخيص واقعي للقطاع وإبراز الاختلالات البنيوية التي تعيق استمرارية خدمة النقل المدرسي، فالمجلس كان المبادر إلى إطلاق إصلاحات استعجالية لعدد من الحافلات على نفقته، كما انخرط في إعداد دفتر تحملات واضح المعالم يحدد الالتزامات ويؤطر عملية التدبير التعاقدي، في انسجام تام مع التوجيهات الوطنية والرهانات الترابية لمحاربة الهدر المدرسي وضمان تكافؤ الفرص في التمدرس، خاصة بالمجال القروي والجبلـي.
جدول أعمال الدورة الاستثنائية يتضمن نقطة فريدة، وهي الدراسة والمصادقة على اتفاقية شراكة وتعاون بين المجلس الإقليمي لصفرو وجمعية الأمل لتدبير النقل المدرسي بالإقليم، وتهدف هذه الاتفاقية إلى تجويد وتحسين تدبير القطاع عبر مقاربة تشاركية جديدة، تقوم على دمج الجهود وتوزيع الأدوار بوضوح بين مختلف الشركاء، من أجل ضمان استمرارية الخدمة، وتحسين شروط السلامة، وتوفير بيئة ملائمة تُمكّن التلاميذ من متابعة دراستهم دون معاناة التنقل.
الدورة المرتقبة تأتي إذن لتؤكد أن معالجة ملف النقل المدرسي لم تعد تحتمل التأجيل، وأن انخراط كل الأطراف بروح المسؤولية أصبح ضرورة ملحة، من أجل إنجاح هذه التجربة التعاقدية التي يُنتظر أن تشكل نموذجاً يقتدى به على المستوى الجهوي والوطني.
