8 مارس يوم تحتفل فيه المجموعات النسائية بمختلف القارات باليوم العالمي للمرأة، إذ قررت بلدان عديدة جعله يوم عيد وطني تكريما لها ، حيث يتم استعراض التاريخ النضالي للمرأة الذي امتد إلى قرون عديدة من أجل المشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل، مطالبات بالمساواة والعدل والسلام والتنمية.
حيث تحتفل ملايين النساء في كافة بقاع العالم كل عام بالحدث الذي غير مجرى التاريخ ، وأكد استقلالية المرأة عن الرجل في اطار التكامل ، ومساواتها به على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وتمتعها بحرية العمل والإنجاز، وتأكيد بقاء حقوق المرأة وتشعب جذورها في نصف المجتمع تحت ظل “يوم المرأة العالمي. ويطرح موضوع المناصفة في الآونة الأخيرة نفسه بحدة داخل الأوساط النسائية . فعن أي مناصفة يتحدثن ؟ وماهي تجلياتها داخل المجتمع ؟ وكيف يتم تنزيلها على أرض الواقع دون نيلها من حقوق الرجل ؟ كل هذه الأسئلة تمت الاجابة عليها في لقاء تواصلي نظمته في الأيام القليلة الماضية لجنة المواطنة والأعمال الاجتماعية التابعة للمجلس المحلي للشباب بصفرو .
عرف مشاركة ممثلات وممثلين عن الشبيبات الحزبية , وذلك لمناقشة موضوع تفعيل “مبدأ المناصفة”. اللقاء جاء نتيجة ما لوحظ من ضعف في مشاركة العنصر النسوي في مجال التنمية المحلية والمشاركة السياسية وما تقتضيه هذه الظروف من ضرورة وضع خطة عمل مشتركة بين كل الفاعليين المحليين والسياسين للرفع من مشاركة العنصر النسوي من داخل مواقع القرار السياسي بالاقليم . الاستهلال كان بمداخلات لممثلي الشبيبات الحزبية في الموضوع , حيث اشادت شبيبة العدالة والتنمية في شخص ممثلتها السيدة “فزية احصاد” عن ارتياحها لما تبدله وزارة التضامن والمرأة والاسرة والتنمية الاجتماعية من مجهودات جبارة من خلال الخطة الحكومية للمساواة في افق المناصفة , كما قامت باعطاء تصور شامل ومتكامل حول المفهوم عبر استحضار كل النصوص المتعلقة به (الفصل 19 و 164… من الدستورالجديد) والتي لا يمكن تطبيقها بمعزل عن احترام ثوابت الامة وقوانينها التفصيلية وقانون الحريات العامة . مشيرة كذلك الى الديمقراطية الداخلية المتجسدة في القانون الداخلي للحزب الذي يتحدث عن ضرورة توفر ثلث التمثيلية النسائية في موقع القرار السياسي . وفي ذات السياق أوضحت الشبيبة الاستقلالية الدور الذي يلعبه الحزب و التنظيمات الموازية له في مجال النهوض بقضايا المرأة (الانبعاث) والذي يظهر بوضوح من خلال وجود 30 من اصل 100 من العنصر النسوي في الحزب اضافة الى السياسة الطموحة التي ينشدها للرفع من هذه النسبة التمثيلية تفعيلا لروح قانون الاحزاب رقم 04-36 الذي يضمن مشاركة واسعة للنساء في عملية صنع القرار وتحمل المسؤولية داخل الاحزاب . من جانبه أعرب كاتب فرع الشبيبة الاشتراكية بفاس عن حسرته لما آل اليه وضع المرأة في مجال العمل السياسي حيث وصفه بالكارثي قائلا . ’’ان مبدا المناصفة لم يشف غليل واضعه وان العمل الجمعوي استطاع تحقيق ما عجزت عنه الاحزاب السياسية ’’ مشيرا في ذلك الى الدور الذي تقوم به منظمة نجمة فاس وفدرالية النساء وجمعية حماية النساء المعنفات … الخ وخلال فتح باب النقاش الذي عرف حالة من المد والجزر استبعدت بعض الأطراف المتدخلة وجود اي ارادة حقيقية للنهوض بقضايا المرأة التي تتعرض كل يوم لكافة اشكال الاستغلال والعنف في الضيعات الفلاحية والمعامل والشركات الصناعية والاعلام العمومي , في المقابل اعتبرت اطراف اخرى ان هذا المفهوم (المناصفة) هو مجرد نموذج مستورد من الغرب وبالتالي فهو لا يلائم الواقع العرفي والهوية التاريخية للبلاد ومنه وجب ضرورة فتح المجال لتفسير النصوص ومقاربتها مقاربة تحترم القيم الروحية للمجتمع المغربي الذي اصبحت تزيد فيه التعددية الثقافية بقدر ما يزيد فيه تهميش المرأة . وفي ختام هذا اللقاء تم الخروج بمجموعة من الاستنتاجات و التوصيات تهم المرأة , ليبقى السؤال المطروح : ما مدى استفادة المرأة على صعيد إقليم صفرو بشكل خاص وأقاليم المملكة بشكل عام من استراتيجية القطب الاجتماعي 4+4 ؟ أليس من المؤسف أن نجد المرأة التي هي الام والاخت والزوجة تخرج من بيتها في الظلام الدامس للاشتغال (بالموقف) تتعرض لكافة أشكال الاستغلال ولا تعود الا في ساعة متاخرة من الليل واخريات بمنطقة بني يازغة والبهاليل وعزابة وصنهاجة واموزار كندر وبولمان يجلسن طوال النهار لمزاولة حرفة العقاد ويهملن تربية أطفالهن… فعن أي احتفال نتحدث في ظل الوضع الراهن للمرأة المغربية ؟ صفرو بريس تتمنى لنصف المجتمع أينما وجدت يوما عالميا ميمونا , آملة أن يجدها هذا اليوم من السنة المقبلة وهي في أحسن الأحوال على جميع الأصعدة والمجالات .