رموز : المرحوم الحاج خمريش وافته المنية و هو يحضر لانطلاق عمل إطار حقوقي كجزء من سجل حافل بالانجازات
يعتبر المرحوم الحاج خمريش من الجيل الثاني للمناضلين في المغرب ، و هو الجيل الذي تتلمذ على يد رموز الحركة الوطنية ، و نهل من معارفهم و تجاربهم الشيء الكثير. كانت بداياته الأولى في العمل الجماعي ضمن منظمة كشفية ، و منها انطلق لاستكشاف آفاق العمل السياسي حيث ظل وفيا لكل ما يقدم خدمات لفائدة المواطنين.
غير أن بروزه العام و الوطني سيتحقق خلال مجهود إعادة إعمار مدينة الحسيمة و مناطق الجوار على إثر الزلزال المدمر الذي حل بالمنطقة خلال سنة 2004 ، و هناك سينخرط المرحوم بكل ما يملك من طاقة في برنامج البناء المتعلق بإعادة الإعمار من جهة ، و برنامج تقريب وجهات النظر بين الدولة و ساكنة المناطق المتضررة من جهة أخرى.
و بهذا الخصوص خاض المرحوم الحاج خمريش معارك مستمرة في سبيل إقناع الساكنة و ممثليها بالتجاوب مع برنامج الدولة المتعلق بإعادة بناء ما دمره الزلزال ، و إعادة بناء الإنسان و هي المعركة الكبرى .
بعد ذلك سيعود المرحوم الحاج خمريش إلى مدينة صفرو التي ظلت في وجدانه رغم الغياب و البعد ، و فيها حاول بناء مشروع سياحي من نوع خاص لخدمة قطاع السياحة بالإقليم ، و خاصة السياحة الجبلية .
إلا أنه رحمه الله سيصطدم بعقلية العرقلة السائدة في الإدارة بشكل عام ، و سيعاني الأمرين في سبيل تحقيق طموحه ، و مع ذلك ظل مصرا على تحقيق هذا الحلم .في نفس الوقت تقدم رحمه الله للانتخابات الخاصة بالغرف المهنية حيث تم انتخابه كعضو في غرفة التجارة والصناعة والخدمات ، و انتخبه زملاءه في الغرفة كاتبا عاما لها .
و هناك كان المدافع الأمين عن مصالح التجار و المستثمرين بالجهة ، و تكلف بمشروع إنجاز المعرض التجاري الدائم لجهة فاس بولمان آنذاك ، و هو المشروع الذي أخذ منه مجهودات كبيرة في سبيل انجازه ، إلا أن من خلفوه في المسؤولية تنكروا للمشروع و رموه في سلة المهملات.بموازاة ذلك كان يعمل بكل حماس من أجل خلق إطار حقوقي وطني ذي أبعاد تتجاوز الحدود الوطنية ، من أجل الانخراط في خدمة قضايا الوطن و في مقدمتها القضية الوطنية الأولى للشعب المغربي ، قضية الصحراء المغربية.
و في خضم التأسيس ، و قبل الشروع في العمل كان القدر أسرع ، و انتقل الحاج خمريش إلى عفو الله و رحمته. رحم الله صديقنا العزيز الحاج خمريش و أسكنه فسيح جنانه .
