المغرب

رحمة” إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء “

كتبه : صفاء أحمد آغا

بعد النجاح الكبير الذي عرفه مسلسل ( بين القصور ) للسيناريست المغربية( بشرى مالك) تعود هذا الموسم الرمضاني بمسلسل ( رحمة ) المخرج ( محمد علي مجبود ) قصة من الطابوهات الواقعية المعاشة داخل المجتمع بصياغة حرفية وحبكة درامية مختلفة من ناحية زواية معالجتها التي تختلف عن قصص سابقتها في الدراما المغربية .

مسلسل ( رحمة ) للكاتبة بشرى مالك حاولت تقديم بقعة ضوء حقيقية على معاناة الأم التي ترزق بطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة بدءا من رفض الأب للمولود فور معرفته بحالته الصحية مبررا أن العيب ليس من جيناته ، متملصا من مسؤوليته تجاه ، لتبدأ معاناة الأم التي رفضت التخلي عن مولودها رحلة ليست بالسهلة في مجتمع غالبا ما يتجاهل أبسط إحتياجاتهم مما يؤثر على نفسية ونشأة هذه الفئة في بيئة توفر لهم سبل راحتهم مثل أقرانهم .

رحلة ليست بالسهلة على أم شابة لطفلة وإبن من ذوي الإحتياجات الخاصة حاولت من خلالها رحمة بطلة العمل التي جسدتها بكل تميز مشبع بالعمق والواقعية الفنانة (منى فتو) مواجهة تحديات الحياة اليومية لمجتمع لازال البعض منه ينظر نظرة شفقة و دونية لهذه الفئة ، حيث عملت جاهدة على تغيير هذا الفكر التي يتعرض له إبنها الشيء الذي قد يؤثر على نفسيته ، و واجهت كل هذا بالعزم وعدم الإستسلام وطرقها لجميع الأبواب والجمعيات التي تعطي الدعم النفسي و المعنوي وتصحيح المفاهيم المغلوطة عند بعض الناس حيال ذوي الإحتياجات الخاصة ، هذا كله لينشأ إبنها في حياة أفضل و يتعلم كيف يواجه كل المشاكل و العوائق التي قد يتعرض لها في مسار حياته مستقبلا .

إستطاعت الفنانة ( منى فتو ) و الفنان ( عبد الله ديدان ) و أبطال العمل ترجمة قصة رحمة بإحترافية عالية حيث لم تكن الشخصيات تتحرك داخل إطار تقليدي بل تبين لنا مستوى كعب الممثل الناضج بالوصول إلى المبتغى بالدور الذي أسند إليه ، حيث شكلت هذه الثتائية التي جمعت بين الرحمة والحجود وربما السخرية اللادغة و التي تداخلت فيها المشاعر لتخلق تجربة درامية فريدة من نوعها في الدراما المغربية و تمتد إلى ماهو ابعد من الشاشة الصغيرة لتعطي الأحداث بعدا إنسانيا أعمق لما يحمله هذا العمل من مضمون .

( رحمة )إسم المسلسل الذي لم يأتي إعتباطا لأن قصته لامست شريحة كبيرة من المجتمع بل يحمل في حلقاته المعنى الحقيقي للرحمة والمساعدة ومد يد العون لهذه الفئة التي هي جزء لا يتجزء من مجتمعاتنا لما لها من دور فعال في كل المجالات المهنية .

مسلسل( رحمة) دق ناقوس الرحمة لهذه الفئة المرهفة وأوضح أن ذوي الإحتياجات الخاصة هم أصحاب همم عالية و أن أفراد المجتمع رغم قلتهم الذين ينظرون لهم كمعاقين هم أصحاب الإعاقة الحقيقية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا