أرجع الشاعر والكاتب الأستاذ نجيب خداري رئيس بيت الشعر بالمغرب، ضعف لغتنا نحن المغاربة والعرب عموما، بالأساس إلى ضعف صلة الناس بديوان العرب كما كان يحلو للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يسمي به الشعر. الأمر الذي يوجب، يقول خداري، استعادة تلك الآصرة الحميمة مع الشعر، وضخ حقنة مفعمة بلغة القريض في برامجنا التعليمية، مؤكدا أن الشعر ينبغي أن يكون على رأس كل ما يتلقاه التلاميذ والطلبة من علم ومعرفة وتحصيل. هذا وعبر خداري خلال اليوم الثاني من الملتقى الثقافي السادس والعشرين الذي نظمته الجماعة الحضرية لمدينة صفرو على امتداد يومي 20-21 مارس الجاري، عن قلقه وهوسه الدائم بالشعر، وعن ضرورة تكاثف نوايا كل الفاعلين من مثقفين وأدباء وشعراء ولغويين من أجل استعادة نداء الشعر في نفوس المغاربة. وبعبارة “حينما يتحدث الشاعر يخفت صوت السياسي” جامل الأستاذ والشاعر عبد الحق شاكر العلوي، رئيس اللجنة الثقافية بالجماعة الحضرية لصفرو، رئيس وأعضاء بيت الشعر الذين حلوا بمدينة الكرز. هذا وعرف المحفل الشعري قراءة كلمة المديرة العامة لليونسكو بعثت بها لبيت الشعر بالمغرب بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي يصادف 21 مارس من كل سنة، والذي تم تثبيته كيوم عالمي باقتراح مغربي من قبل بيت الشعر، عبرت من خلالها عن القيمة الحضارية للشعر، واصفة إياه بأنشودة الانسان العالمية، وبالابداع الذي يتجاوز كل الحدود والتخوم لتصير البشرية مجتمعا واحدا. كما عرف الحفل أيضا قراءة الرسالة التي توصل بها بيت الشعر من قبل الشاعر الفرنسي “إيف بونفوا” الذي نعت الشعر بانه العمل الذي بواسطته نخلص، عبر الإيقاعات والأصوات، الكلمات الأساسية من عبء المعاني، مشيرا إلى أن الشعر يجمع ويؤسس ولكن لا يقود. يذكر أن الأمسية الشعرية احتفت بمجموعة من الشعراء والزجالين المغاربة من مدن مغربية عديدة ومن مدينة صفرو، الذين لم يتركوا المناسبة تمر دون أن يشنفوا أسماع الحاضرين بقصائدهم على نغمات مقاطع موسيقية عربية كلاسيكية أدتها فرقة وتر للتراث والفن من مدينة صفرو .
