العالم

دراسة علمية حديثة تغير الفهم التقليدي للمراهقة: نمو الدماغ يستمر حتى ما بعد سن الثلاثين

كشفت دراسة حديثة صادرة عن علماء الاعصاب في جامعة كامبريدج عن معطيات جديدة قد تعيد صياغة الطريقة التي ينظر بها العلماء والمجتمع الى مرحلة المراهقة. فخلافا للتصور الشائع الذي يحدد نهايتها في حدود سن العشرين، تشير النتائج الجديدة الى ان الدماغ يواصل المرور بأربع نقاط تحول مركزية تمتد احيانا لما بعد سن الثلاثين.

الدراسة، المبنية على تحليل معمق لتصوير الدماغ وتطور الشبكات العصبية، توصلت الى ان عددا من الوظائف المعرفية والعاطفية لا تبلغ نضجها الكامل الا في مراحل متقدمة من العمر. وقد رصد الباحثون مراحل متتابعة من اعادة التشكيل العصبي تشمل قدرات اتخاذ القرار، التحكم العاطفي، بناء الهوية، واستقرار العلاقات الاجتماعية.

اهمية هذه النتائج تكمن في انها توسع مفهوم المراهقة ليشمل مرحلة عمرية اطول، ما يعني ان بعض السلوكيات التي كانت تعتبر “غير ناضجة” لدى من تجاوزوا العشرينات، قد تكون في الحقيقة انعكاسا لنمو عصبي ما يزال في طور الاكتمال. كما توضح الدراسة ان الفروق الفردية قد تكون كبيرة بين الاشخاص، ما يجعل مسار النضج العقلي والعاطفي غير موحد.

ويرى العلماء ان هذه المعطيات يمكن ان تؤثر في السياسات التعليمية والاجتماعية والصحية، كونها تقدم رؤية ادق لطبيعة نمو الدماغ. كما قد تساعد المختصين على تطوير برامج دعم نفسي وتربوي تستجيب لاحتياجات فئات عمرية اوسع، خاصة وان الضغوط الحديثة تجعل عملية النضج اكثر تعقيدا مقارنة بالاجيال السابقة.

في المحصلة، تفتح نتائج جامعة كامبريدج الباب امام نقاش اوسع حول الحدود الزمنية للمراهقة، وتدعو الى تبني مقاربة اكثر مرونة في فهم السلوك البشري، قائمة على اساس علمي يراعي استمرار تطور الدماغ حتى عقد الثلاثينات من العمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى