خلافات بين “الأصالة والمعاصرة” و”الأحرار” : أثارت تصريحات مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل وعضو قيادة حزب الأصالة والمعاصرة (PAM)، جدلاً حول العلاقة بين حزبه وحزب التجمع الوطني للأحرار (RNI)، الشريك الرئيسي في الحكومة المغربية. جاءت هذه التصريحات خلال لقاء نظّمته مؤسسة “لفقيه التطواني” يوم الخميس 23 يناير بسلا، حيث أقرّ بنسعيد بوجود تباينات قد تتفاقم في المستقبل بين الحزبين.
أكد مهدي بنسعيد أن حزب الأصالة والمعاصرة “في وضع تنظيمي جيد”، مشيراً إلى أنه عقد سلسلة من اللقاءات مع قواعده. لكنه أضاف بنبرة حازمة: “عندما نوقع وثيقة، مثل ميثاق الأغلبية، فإننا نلتزم بها. نحن أناس نلتزم بكلمتنا، ومن يريد مواجهتنا، سيجدنا أمامه”.
بنسعيد شدد أيضاً على أن الأولوية هي لتلبية احتياجات المواطنين، مشيراً إلى أن “التضامن الحكومي يجب أن يتجلى في الميدان، وليس فقط في الخطابات”. وأضاف: “نحن ملتزمون بالميثاق الذي يطالبنا بالاستجابة لتطلعات المغاربة”.
وفي ردّه على سؤال حول تأثير الخلافات بين حزبي PAM وRNI على أداء الحكومة، حذّر بنسعيد من التقليل من شأن هذه التباينات. وقال: “لا يمكن استبعاد حدوث مزايدات سياسية، لكن هذه المزايدات يجب ألا تكون على حساب المصلحة العامة للمغاربة”. وأكد أن الهدف هو إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية التي تواجهها البلاد.
رغم هذه التصريحات، شدد بنسعيد على أهمية الحفاظ على انسجام الحكومة، مشيراً إلى أن “حزب الأصالة والمعاصرة يقدم اقتراحات عملية لمعالجة القضايا الاجتماعية ويعمل على تنفيذها”.
تفتح هذه التصريحات الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة التحالف الحكومي على الصمود أمام هذه التباينات، خاصة مع تصاعد التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المغرب. ومع ذلك، يبدو أن كلا الحزبين يدركان أهمية الوحدة لتجنب أي اضطرابات قد تؤثر على استقرار الحكومة وأدائها. الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار العلاقة بين الحزبين ومدى تأثيرها على المشهد السياسي في البلاد.
