
تواصل المملكة المغربية تعزيز قيم التضامن الاجتماعي والرعاية الصحية، من خلال المبادرات التي تجمع بين العمل التطوعي والخدمات الصحية. وفي هذا الإطار، تنظم كلية الشريعة بفاس، بالتعاون مع جمعية ريحانة للتنمية والأعمال الاجتماعية، حملة للتبرع بالدم، ضمن البرنامج الوطني للصحة الجامعية، تحت شعار: “كل قطرة… نبضة حياة”.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه المغرب اهتماماً متزايداً بقطاع الصحة الجامعية، وإدراكاً لأهمية التبرع بالدم كحلقة أساسية في إنقاذ الأرواح ودعم المؤسسات الصحية. فالدم، الذي لا يمكن تصنيعه أو استبداله، يمثل شريان الحياة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو الذين يخضعون لعمليات جراحية، أو ضحايا الحوادث الطارئة.
وتسعى الحملة، التي ستقام يوم 23 يناير 2025 (03 رجب 1447 هـ) بمقر كلية الشريعة – فاس، إلى ترسيخ قيم المسؤولية المجتمعية بين الطلبة وأعضاء الهيئة التعليمية، وتشجيع جميع الفئات على الانخراط في العمل التطوعي الذي يحقق أثرًا مباشرًا على صحة المجتمع. كما تهدف إلى رفع الوعي بأهمية التبرع المنتظم بالدم، باعتباره ممارسة إنسانية وقيمية، تؤكد على المعاني القرآنية التي تربط كل حياة بحياة الآخرين، كما جاء في قول الله تعالى:
﴿ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ (المائدة 32).
وتشكل هذه الحملة فرصة لإظهار قدرة المجتمع الجامعي على لعب دور فاعل في دعم النظام الصحي الوطني، وإظهار الالتزام الجماعي بقيم التضامن والمواطنة الصالحة. كما أنها تتيح للمتبرعين فرصة مباشرة للمساهمة في إنقاذ حياة الآخرين، مؤكدة أن كل قطرة دم تُتبرع بها تمثل بصيص أمل للمحتاجين.
إن مثل هذه المبادرات ليست مجرد عمل طبي، بل هي رسالة إنسانية شاملة تجمع بين الدين والعمل التطوعي، وترسخ الوعي الصحي والمسؤولية الاجتماعية لدى الشباب الجامعي، وهو ما يجعلها مناسبة نموذجية للتفاعل بين القيم الروحية والممارسة العملية لخدمة المجتمع.




