حتى الافلام تقض مضجع النظام الجزائري… اي مهزلة وصلت اليها بلاد الامير عبد القادر

يبدو ان النظام الجزائري لم يعد يكتفي بمطاردة الصحفيين والمعارضين وحتى المنشورات الفيسبوكية، بل انتقل الان الى مستوى جديد من الحساسية المفرطة: الارتباك من الكاميرا السينمائية
فمشاهد تصوير الفيلم العالمي الاوديسا في مدينة الداخلة المغربية تحولت بقدرة قادر الى تهديد للامن القومي في قصر المرادية. منابر الكابرانات صارت تفسر كل لقطة سينمائية على انها مؤامرة جغرافية ضد الجزائر، وكأن هوليوود تجتمع سرا في الداخلة لرسم خرائط جديدة للعالم
بلاد الامير عبد القادر التي كانت يوما عنوانا للشهامة والنضال صارت اليوم ترتجف امام مشهد سينمائي عابر. شعبها يتابع الاخبار ليكتشف ان مشكلته الكبرى لم تعد البطالة او الفساد او ازمة السكن، بل كاميرا مخرج اجنبي يصور ممثلين وسط الصحراء المغربية
والادهى من ذلك ان الجهود التي يبذلها النظام الجزائري في تتبع اخبار المغرب ومشاريعه وانجازاته، لو بدل نصفها فقط في بناء بلده، لكانت الجزائر اليوم في مصاف الدول المتقدمة، تنافس في البحث العلمي وتصدر التكنولوجيا بدل تصدير الخطابات العدائية. لكنهم اختاروا ان يبقوا اسرى عقلية المؤامرة ومهووسين بمراقبة جيرانهم، حتى اصبح المغرب هو برنامجهم الانتخابي وقضيتهم الاولى
انها المهزلة حين يتحول الفن الى كابوس، والصورة الى استفزاز، وبلاد المليون شهيد الى بلاد المليون عقدة