جمعية التضامن تراسل جماعة المنزل لاتخاذ الإجراءات الاستباقية لتطويق ظاهرة انتشار الزواحف والحشرات السامة ومسبباتها
تنتشر بمحيط مدينة المنزل الحشائش والأعشاب الضارة بشكل مقلق يشوه المنظر العام، خاصة وأن هذه الحشائش تنمو بطريقة عشوائية بالأرصفة وعلى حواف الطرقات وكما سجلت حالة إفراغ الواد الحار بالملك العام بحي عصري يتوفر على عمارات حديثة، رغم وضع شكاية في الموضوع، مما قد يصبح مصدر جميع الحشرات وتكاثر الزواحف الباحثة عن الماء في عز الحرارة مما قد يعرض الساكنة للخطر، يتأسف المتضرر، في اتصال بالجريدة.
فبالإضافة إلى كون هذه الأعشاب والحشائش المتكاثرة بشكل مفرط تشوه واجهات الأحياء و الطرقات فهي تجلب الحشرات والباعوض والذباب.. كما تشكل بيئة خصبة للزواحف السامة والقوارض والحشرات القاتلة كالعقارب، علاوة على أنها تصبح مكبا للنفايات ومأوى للقاذورات، وقابلة لاشتعال الحرائق في أي لحظة لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة، مما يشكل خطرا محدقا بالساكنة. خاصة في ظل مركز صحي يعتريه الخصاص على جميع المستويات والأصعدة، فحسب ما ذكره بعض سكان الأحياء فالجماعة الترابية مطالبة بالتدخل العاجل لمعالجة خطورة الزواحف وكذا القيام بتعويض الأعشاب الضارة بنباتات الزينة، والاهتمام بتهذيب المجال، والاعتناء الجاد بالفضاءات الخضراء على غرار باقي المدن.
فإهمال هذا الجانب أدى إلى استفحال عادات خاطئة لدى الساكنة من قبيل ظاهرة زراعة الأشجار والنباتات بشكل عشوائي بجوار المنازل مما قد يشكل بيئة خصبة لتكاثر الزواحف والحشرات السامة. إضافة إلى تطاول السياجات والحواجز على الملك العام أمام الدور السكنية، مما يستدعي إعمال مقتضيات القانون 66.12، المتعلق بزجر مخالفات التعمير والبناء، بالإضافة إلى كثرة النباتات والخرب، والحواجز الحجرية والشوكية بجانب الضيعات الفلاحية مما يشكل تهديدا مباشرا على حياة الإنسان والمواشي.
الشيء الذي يستدعي من الجماعة ضرورة التعاقد مع شركة متخصصة بناء على دفتر تحملات صارم، عوض الاعتماد على آليات تقليدية متجاوزة، لمعالجة الأعشاب اليابسة. والتكفل بتزيين الأرصفة و الساحات بالورود و نباتات الزينة، عوض التساهل وغض الطرف عن سلوكيات الترامي على الملك العام وتحويله إلى “زريبة” هنا وهناك في عملية مشينة تشوه المنظر العام للأحياء، وتساهم في ترييف المدينة.
هذا ورغم الصلاحيات التي تنيط بالجماعة مهمة الاهتمام بالغطاء الأخضر و القضاء على الأعشاب الضارة.. إلا أن المشاهد الكثيرة التي يلمحها المتجول عبر طرقات و ساحات و مداخل و مخارج المدينة تؤكد إهمال هذا الجانب الذي يشكل جزءا مهما ضمن منظومة الاهتمام بالمحيط و إنجاح مبادرة الغطاء الأخضر التي تعد حقا من حقوق الساكنة أمام استفحال الظاهرة الإسمنتية، وهجوم العقار على المساحات الخضراء.
ومن جهتهم أكد أهل الاختصاص أن العناية بالوسط الأخضر، يشكل أحد مقومات العيش الكريم، ويثمن القيمة الاقتصادية للممتلكات العقارية، كما أن القضاء على العشب اليابس و الحشائش التي تنمو عشوائيا تحتاج إلى متابعة دورية بآلات خاصة وأدوية ومبيدات مناسبة، عوض الارتجال، يؤكد أصحاب الاختصاص.
ومما لا شك فيه أن سنة 2020 تعد استثنائية بكل المقاييس، فعلاوة على الجفاف، قد يشكل الحجر الصحي كأحد إجراءات حالة الطوارئ، فرصة لاستفحال ظاهرة انتشار الزواحف والحشرات السامة نتيجة مكوث المواطنين بمنازلهم لمدة ثلاثة أشهر، فحركية الإنسان كانت تشكل دائما كابحا لتزايد أعداد هذه المخلوقات التي تهدد حياته، حسب ما ورد على لسان بعض المتخصصين.
إلى جانب ذلك فإن الدراسات تؤكد أن الفترة الممتدة من شهر يونيو إلى شهر شتنبر تشكل مرحلة تدخل فيها هذه الثعابين والزواحف السامة في تزاوج مما يؤدي إلى تكاثرها. وغالبا ما يدفعها الجفاف إلى الانتشار بحثا عن مصادر الماء.
واعتبارا للأدوار الدستورية الجديدة للمجتمع المدني كشريك في التنمية، وكقوة اقتراحية لإيجاد حلول ناجعة لقضايا الساكنة، وضع مكتب جمعية التضامن للتنمية والشراكة ملتمسا لرئيس جماعة المنزل، يوم أمس الإثنين 29 يونيو الجاري؛ ( تتوفر لجريدة على نسخة منه) يأمل من خلاله اتخاذ الجماعة لما تراه مناسبا من الإجراءات الاستباقية والتدابير لمواجهة وتطويق ظاهرة انتشار الزواحف والحشرات السامة بدائرة المنزل وإجتثات جميع الشروط التي تشَكل حاضنة لهذه المخاطر المحدقة، يؤكد الملتمس.