أكد النائب محمد يتيم، أن ورشا كبيرا مفتوحا بالمغرب لتنزيل المقتضيات الدستورية حول المساواة بين الجنسين وتعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية وفي مجال السعي لتحقيق المناصفة.
جاء ذلك في مداخلة له بمناسبة المصادقة على تقرير البرلمانية البلجيكية من أصل مغربي فتيحة السعيدي حول “وضعية النساء في بلدان جنوب المتوسط”، خلال أشغال الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في دورتها الرابعة للسنة الجارية.
وأبرز يتيم مختلف مكونات وجوانب هذا الورش سواء على المستوى التشريعي أو على مستوى السياسات العمومية المختلفة أو على مستوى بعض البرامج الإدارية، كما هو الشأن بالنسبة للخطة الوطنية لتمكين النساء أو على مستوى مأسسة مقاربة النوع في التحضير وبناء الميزانية وهو مجال يعد فيه المغرب متقدما على الصعيد الإفريقي والعربي.
وأكد يتيم أن قضية تعزيز حضور النساء في الحياة العامة وفي الحياة السياسية والتكريس العملي للمساواة بين الجنسين لا يمكن أن يقتصر على الجانب القانوني والتشريعي، بل هو عمل يتطلب عملا في العمق يتعلق بتغيير الأنماط السلوكية.
التقرير والقرار والتوصيات المرتبطة به، أكدت على ان الحصيلة على مستوى وضعية النساء في دول جنوب المتوسط متفاوتة وتختلف من بلد لآخر، حيث أن هناك من جهة المغرب وتونس اللذين من خلال تعزيز المؤسسات الديمقراطية حققا تطورات دالة في مقابل بعض الدول الاخرى مثل ليبيا التي توجد على حافة الحرب الاهلية ومصر التي تعاني من أجل تحقيق الاستقرار السياسي.
وبعد استعراض الصعوبات والتحديات التي تواجه تحقيق المساواة بين النساء والرجال في البلدان الأخري، أكد التقرير على ضرورة تفعيل المقتضيات الدستورية ذات الصلة كما دعى الى مقاومة العنف ضد النساء من خلال وضع الإطار القانوني لمواجهة كل اشكال العنف ضد النساء وقدرته على إدماج مواطنيه دون تمييز، كما ان المساس بحقوق النساء يشكل ناقوس خطر يدل على ان التهديد والخطر الذي يواجه الحقوق والحريات.
وعرفت أشغال جلسة المناقشة والمصادقة على التقرير أيضاً مداخلة للنائبة نزهة الوافي عضو الوفد المغربي في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، التي أكدت بدورها على أن إشكالية المساواة والإنصاف للنساء في المجتمع لا تنفصل عن التقدم في مسار البناء الديمقراطي، كما أكدت الحاجة إلى الابتعاد عن الكليشيهيات عند تناول وضعية النساء في دول جنوب المتوسط، مبرزة الجهود المبذولة في المغرب للمزاوجة بين المنظومة الأممية فيما يخص حقوق النساء والخصوصية الثقافية والدينية للمغرب.