تعيين سفراء جدد : أكد الباحث في العلوم السياسية، الشرقاوي الروداني، أن تعيين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لثلاثة عشر سفيرًا جديدًا يشكل حركية دبلوماسية جوهرية تعكس إرادة ملكية استباقية أمام التحديات المعاصرة التي يواجهها المغرب، خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن مصالحه الاستراتيجية والعليا.
وأشار الروداني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذه التعيينات تُدرج ضمن استراتيجية حكامة دبلوماسية متجددة ومعززة، وتشمل بلدانًا صديقة وشريكة للمملكة. وأضاف أن هذه الحركية في السلك الدبلوماسي تأتي في سياق وطني تميز بالخطاب الملكي السامي أمام البرلمان في 11 أكتوبر الجاري، حيث أعطى جلالة الملك زخماً جديداً وتوجيهات استراتيجية للعمل الدبلوماسي، من خلال التأكيد على تعبئة كل آليات الدبلوماسية المغربية، سواء كانت مؤسساتية أو حزبية أو برلمانية، بهدف تعزيز مكانة المملكة أمام الرهانات الجيوسياسية العالمية.
وأوضح الخبير الجيو-استراتيجي والأمني أن التعيينات الأخيرة تستهدف بلداناً مهمة بجوار المملكة. فقد تم تعيين خمسة سفراء جدد في بلدان إفريقية، مما سيعزز حضور المغرب في القارة التي تشكل ركيزة أساسية للسياسة الخارجية المغربية بقيادة جلالة الملك. كما تم تعيين أربعة سفراء آخرين في أوروبا، القارة الاستراتيجية للمبادلات الاقتصادية والسياسية للمغرب، بالإضافة إلى ثلاثة دبلوماسيين جدد في آسيا، وآخر في منطقة الكاريبي، مما يدل على التزام المملكة بتنويع شراكاتها الدولية.
وفيما يتعلق ببروفايلات السفراء المعينين، أشار الروداني إلى أن هذه الحركية تتميز بضخ “دماء جديدة”، حيث يتولى 11 دبلوماسيًا جديدًا هذا المنصب الرفيع لأول مرة. هذه المقاربة تجسد الإرادة الملكية في تحديث وبث دينامية في الجهاز الدبلوماسي، من خلال إضفاء آفاق مبتكرة وطاقة جديدة على تمثيلية المملكة في الخارج.
وخلص الروداني إلى أن تعيين سفراء جدد يجسد دبلوماسية ملكية تقوم على الاستباقية والحزم في مواجهة عالم متغير باستمرار. فالمغرب، بقيادة جلالة الملك، يُلائم حكامته الدبلوماسية لرفع التحديات الاستراتيجية، وتعزيز تحالفاته، والدفاع عن مصالحه العليا بحزم وابتكار.