الحكومة: 2.6 مليار سنتيم من اجل الكلاب باكادير

بينما يطالب سكان اكادير بمستشفى يليق بهم، تصر حكومتنا الرحيمة على تخصيص 2.6 مليار سنتيم لبناء ملجأ للكلاب. خبر صادم، لكنه في المغرب لم يعد غريبا، فقد اعتدنا على اولويات مقلوبة حيث تتقدم المشاريع الثانوية على احتياجات المواطن الاساسية.
المفارقة المضحكة المبكية ان حتى الكلاب نفسها لم تستفد من هذا المشروع، وكأن الاموال تبخرت في الهواء. ولعل الكلبة “هارا” التي غادرت المغرب الى اوروبا مع سائحة اجنبية، ادرى من غيرها بما يعنيه الحديث عن رعاية الكلاب في بلد لا يجد فيه الانسان سريرا في مستشفى عمومي.
العناية بالحيوانات امر حضاري لا شك، لكن الحضارة تبدأ من الانسان، من حقه في الصحة والتعليم والعيش الكريم. فما معنى ان نجد حكومة تذرف دموعا على الكلاب الضالة، بينما تترك المواطنين يواجهون الاكتظاظ والحرمان في اقسام صحية مهترئة؟
رحمة حقيقية كنا ننتظرها مع المستشفيات والمدارس والطرق، لكن حكومتنا اختارت طريقا اخر، لتؤكد مرة اخرى ان الواقع اغرب من الخيال.




