ترامب في ولايته الثانية: بين الطموح الكبير والتحديات العالمية

ترامب في ولايته الثانية : تشغل شخصية دونالد ترامب الساحة السياسية الأمريكية مرة أخرى مع بداية ولايته الثانية، حيث يثير التساؤلات حول ما إذا كان سيتمكن من تحقيق إنجازات تجعل منه رئيسًا عظيمًا.
ترامب: الشخصية السياسية الأبرز في عصره
يُعتبر ترامب من أكثر الشخصيات تأثيرًا في السياسة الأمريكية على مدار العقد الماضي، حيث هيمن على المشهد السياسي بخطاباته المثيرة للجدل ورؤيته الطموحة. خلال خطابه الافتتاحي في الكابيتول، قدم ترامب وعودًا جريئة بإحداث تغييرات جذرية على السياسات السابقة، في خطوة تهدف إلى تأسيس “عصر ذهبي جديد”، كما وصفه.
وتركز رؤيته على مجموعة من الأولويات تشمل فرض رسوم جمركية مرتفعة، تحقيق الاستقلالية الطاقية، تعزيز أمن الحدود، وإنهاء سياسات التنوع والشمول. وبعبارته الشهيرة، أكد: “لا شيء سيقف في طريقنا”.
قرارات جريئة وتحديات كبرى
لم يمضِ وقت طويل على حفل التنصيب حتى وقع ترامب سلسلة من المراسيم التنفيذية التي تهدف إلى ترك بصمة واضحة. شملت هذه القرارات الانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، وإلغاء حق الحصول على الجنسية بالولادة.
كما أعلن أجندة طموحة تركز على إنهاء الحرب في أوكرانيا، إعادة صياغة الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ولقاءات مرتقبة مع قادة مثل كيم جونغ أون وشي جين بينغ.
التنافس مع الصين: معركة القرن
تعد المواجهة بين الولايات المتحدة والصين واحدة من أكبر التحديات التي ستحدد ملامح ولايته الثانية. من المتوقع أن تركز اللقاءات المرتقبة بين ترامب وشي جين بينغ على قضايا استراتيجية مثل السيطرة على صناعة أشباه الموصلات وأمن البيانات.
ورغم محاولات فرض قيود على التصدير وإجراءات أخرى، يشكك الخبراء في قدرة هذه الخطوات على وقف صعود الصين، تمامًا كما فشلت فرنسا في القرن الثامن عشر في منع الثورة الصناعية البريطانية.
ترامب بين الطموح والتحديات
خلال ولايته الأولى، ركز ترامب على المنافسة مع الصين، وها هو الآن يدخل مرحلة جديدة من هذا الصراع بين القوى العظمى. يبقى السؤال حول مدى قدرته على تحقيق التوازن بين طموحاته الكبرى والضغوط الداخلية والخارجية التي يواجهها.
ترامب، بشخصيته المثيرة وسياساته الجريئة، يواصل رسم ملامح جديدة للسياسة الأمريكية. لكن يبقى التحدي الأكبر هو ما إذا كان سيستطيع تحقيق تغيير حقيقي يجعله يدخل التاريخ كرئيس عظيم، أم أن عقبات التنافس الدولي والتحديات الداخلية ستعيق تحقيق رؤيته.