نظمت عمالة إقليم تازة يوما احتفاليا يومه الجمعة 08 مارس 2024 بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وذلك تحت شعار ” المرأة والفتاة في صلب اهتمامات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”.
ويعد هذا الاحتفال الذي ترأسه عامل إقليم تازة، مصطفى المعزة، والكاتب العام للعمالة، وعدة شخصيات أخرى، فرصة للتذكير بالتزامات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكذا كافة شركائها في تعزيز دور المرأة في عدة مجالات، حيث أن المرأة هي العنصر الفاعل والأساسي القادر على إنجاح دينامية التنمية البشرية عبر الاعتناء بالطفولة المبكرة، التي تعتبر دعامة أساسية للمبادرة الوطنية. حيث أن هذه المرحلة جاءت متماشية مع الرؤية المولوية، وذلك من خلال برامجها الأربعة.
حيث عرفت تدخلات المبادرة خلال الفترة الممتدة ما بين سنوات 2019-2023 إنجاز عدة مشاريع وأنشطة مهمة خاصة بالمرأة على صعيد إقليم تازة، وحسب الحصيلة التي قدمها رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تازة، عز الدين لوكيلي بهذه المناسبة، فقد همت هذه التدخلات: محور تحسين صحة الأم والطفل، حيث استفادت أكثر من 84 ألف و226 امرأة وفتاة، من مشاريع ضمن برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، وهمت على الخصوص تهيئة وتجهيز دور الولادة ودور الأمومة، بمبلغ مالي ناهز 3 ملايين و700 ألف درهم، استفادة من خدماتها ما يزيد عن 3116 مستفيدة، بالإضافة على تنظيم حملات طبية لفائدة الأم والطفل، واقتناء تجهيزات طبية وسبه طبية ووحدة طبية متنقلة خاصة بصحة الأم بمبلغ مالي ممول من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يناهز 7 ملايين و700 ألف، وبلغ عدد المستفيدات من هذه العملية حوالي 81 ألف مستفيدة.
في ذات السياق، وأملا في مواكبة برامج التربية والتكوين، فقد كرست برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جهودها في تعزيز اللبنة الأولى لمنظومة التعليم الأساسي، وذلك ضمن برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، والذي أعطى لتمدرس الفتاة دعامة أساسية، وذلك بتأمين وسائل النقل المدرسي لفائدة التلميذات بالعالم القروي مستهدفة بذلك تقليص نسبة الهدر المدرسي لديهن، إذ يعتبر النقل المدرسي قطاعا حيويا، إذ ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة في تعزيز أسطول النقل المدرسي ب 81 حافلة، والحرص على تعميمه على مختلف الجماعات والدواوير، بهدف معالجة ظاهرة الهدر المدرسي وتأمين التحاق التلميذات بمؤسساتهم التعليمية وتمكينهن من متابعة دراستهن في أحسن الظروف، وتعزيز الإرادة الملكية السامية الرامية إلى إصلاح المنظومة التربوية وتكريس لمبدأ الإنصاف والمساواة بين الجنسين، بمعية الشركاء، وكالة تنمية أقاليم الشمال والجماعات المستفيدة بمبلغ ناهز 27 مليون درهم.
كما يسعى مشروع إحداث دور الطالبات والداخليات وتجهيزها في تكامل تام مع برنامج تعميم وسائل النقل المدرسي، إلى تثمين الجهود المبذولة على المستوى الإقليمي لتنزيل فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تجسد الرغبة في تشجيع تمدرس الفتيات، عبر تعزيز مؤسسات الرعاية الاجتماعية وإحداث مراكز الإيواء التي تستقبل سنوياً أكثر من 990 مستفيدة ، باستثمار مالي يناهز 56 مليون درهم، وذلك انسجاما مع الرؤية النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والاهتمام المتزايد الذي ما فتئ يوليه جلالته للعنصر البشري بغاية تكوينه بشكل جيد ومن أجل رفاهيته ونمائه الفكري.
وتنزيلا لمبادئ الشراكة القائمة بين مختلف القطاعات المعنية بالتربية والتكوين، فقد ركزت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تدخلاتها خلال المرحلة الثالثة في مجال دعم التمدرس والحد من ظاهرة الهدر المدرسي على تعزيز دروس الدعم والتقوية لفائدة أكثر من 920 فتاة متمدرسة، بغلاف مالي يناهز 680 ألف درهم.
وضمن دعم الصحة المدرسية، فقد قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم تازة، باقتناء النظارات للتلاميذ بمبلغ 400 ألف درهم استفاد منها 600 مستفيد، واقتناء الكواشف والمحاليل للأطفال المصابين بداء السكري والذي استفاد منه حوالي 264 مستفيد بمبلغ مالي ناهز 330 ألف درهم، واقتناء الآلات تصحيح السمع وتقويم الأسنان لفائدة التلاميذ المنحدرين من أسر معوزة بمبلغ 100 ألف درهم.
وعلى مستوى دعم المرأة لتمكينها اقتصاديا من تطوير ذاتها، فقد عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على دعم وتمويل 62 مشروعا نسائيا، أًحدث بموجبه 100 فرصة شغل، بغلاف مالي ناهز 7 ملايين و400 ألف درهم، وهمت المشاريع، السياحة بمشروعين، الصناعة التقليدية ب 28 مشروع، الخدمات 32 مشروع.
وبهدف تحسين ظروفها الاجتماعية وتمكينها من إبراز ذاتها من خلال تأهيلها وتكوينها، وضمن برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، ومن خلال محور دعم وإعادة الادماج السوسيو اقتصادي الذي أعطى أهمية بالغة للنساء في وضعية هشاشة كفئة مستهدفة، عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على بناء وتجهيز وتأهيل مجموعة من المراكز التي تهدف إلى تقوية وتعزيز قدرات النساء والفتيات، كمراكز (تأهيل وتكوين المرأة بتازة لجمعية تفعيل المبادرات، المركز الاجتماعي للقرب بتاهلة لجمعية المبادرة الوطنية لتنمية والنهوض بالمرأة القروية بتاهلة، المركز المتعدد التخصصات بواد أمليل، مركز عصبة برايل للمكفوفين….)
الحفل تميز كذلك بتقديم شهادات لمجموعة من النساء المستفيدات من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عبرن من خلالها عما قدمته مشاريع المبادرة من دعم للنساء، والذي فتح للمرأة عدة مجالات ساعدتها من تعزيز وتقوية قدراتها سواء من خلال تقديم فرص للفتاة القروية لمواصلة دراستهن، وكذا فتح الطريق للنساء لسوق الشغل. كما تم عرض شريط مصور لأبرز تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ضمن محاورها الأربعة والتي أعطت أهمية خاصة للنساء منذ انطلاقتها سنة 2005.
