صفرو

باحثون يناقشون صفرو كمجال للدراسات السوسيولوجية و الأنثروبولوجية على هامش المعرض الجهوي للكتاب

playstore

انطلقت أمس الجمعة أشغال الندوات التي تنظم على هامش المعرض الجهوي للنشر و الكتاب الموازي لمهرجان حب الملوك في دورته المئوية، و قد شملت مداخلات اليوم الأول العديد من المحاور الهامة ضمن العنوان العام “صفرو كمجال للدراسات السوسيولوجية و الأنثروبولوجية و الأركيولوجية” .
و في بداية الندوة عرجت الأستاذة حورية خرباش على تقديم الموقع الجغرافي لمدينة صفرو و كيف يقسمها واد أگاي بمعنى الحدود بالأمازيغية و يسمى أيضا واد ليهودي، و تحدثت الأستاذة خرباش عن أصل التسمية كونها كانت معروفة بأهل صفرو حيث قدمت عدة مرادفات للتسمية و مشتقاتها اللغوية . و اعتبرت أن هناك دلائل تشير إلى وجود مدينة صفرو قبل مدينة فاس كالعبارة الشهيرة ” من مدينة صفرو إلى قرية فاس ” و المؤكد أن ذكر المدينة ورد عند العديد من المؤرخين .
وأضافت الباحثة خرباش أنه بالنسبة للتاريخ المعاصر فمدينة صفرو عرفت أول بلدية سنة 1917، كما قدمت إحصائيات حول جغرافيا و ديموغرافية المدينة التي شهدت توسعا عمرانيا كبيرا واكب النمو الديموغرافي الذي عرفته المدينة. واختتمت الأستاذة خرباش كلمتها بنداء من أجل الحفاظ على جمالية المدينة و طبيعتها الخضراء.
وفي ذات السياق تدخل الأستاذ الباحث في التاريخ والأركولوجيا مصطفى أتقي حيث أبرز الأهمية البالغة التي تكتسيها صفة ” تراث عالمي ” التي حصل عليها مهرجان حب الملوك بصفرو لأننا حين نقول تراث عالمي للإنسانية فإن هناك معايير تتبناها منظمة اليونيسكو قبل إعطاء هذا الإسم، مؤكدا أنه ليس من السهل تسجيل تراث ما على أنه تراث عالمي.
وأضاف أتقي فتمكن مدينة صفرو وساكنتها من تحقيق هذا الهدف ، فلأنها فعلا تستحق ذلك، فهذا التراث اللامادي يمثل جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي المغربي أولا ، ثم العالمي بشكل خاص ، وذلك لأننا حين نلاحظ هذه التصنيفات نجد أن العناصر المشكلة للتراث تنقسم إلى قسمين أساسيين ، القسم الأول سجل فقط كتراث ، و القسم الثاني سجل كتراث غير مادي . و أهم عناصر هذا التراث هي ” فن الملحون ،التبوريدة ، اگناوة ، الممارسات المرتبطة بشجرة أرگان ، مهرجان الكرز بصفرو ، و ساحة جامع الفنا ” و الملاحظ أن مهرجان حب الملوك بصفرو يعتبر ثالث مهرجان يصنف كتراث غير مادي للإنسانية بالمغرب و هذا يدل على الأهمية الكبيرة للمهرجان حيث جاء تصنيفه قبل شجرة أرگان و رقصة اگناوة ، علما أن الملحون و التبوريدة جزء من التراث الثقافي لصفرو مما يجعل منه جزءا من التراث العالمي اللامادي.
واشار ذات الجامعي أنه بالنسبة للتراث الإنساني اللامادي ، فالمواقع المصنفة تراثا لا ماديا بالمغرب هي تسعة منها ثلاثة على مستوى جهة فاس مكناس هي فاس ، مكناس ، و وليلي ، ويضاف إلى هذه المواقع الآن مهرجان حب الملوك. و تابع الأستاذ اتقي يقول أن هناك أخطار تتهدد هذا التراث اللامادي ، و هي مرتبطة بالحفاظ عليه من جهة ، و من جهة أخرى مرتبطة بتداعيات السياحة التي يمكن أن تكون مثمرة في المدى القصير ولكن قد تؤثر سلبا على التراث في المدى البعيد. و خلص الأستاذ اتقي إلى ضرورة جعل التراث اللامادي عنصرا من عناصر التنمية المستدامة بمساهمة الجميع و خاصة الفاعلين المدنيين.
إثر ذلك تدخل الأستاذ محمد بلعتيق أستاذ الأنثروبولوجيا الذي قدم بيانات تفصيلية بشأن التراث المادي منه و اللامادي ، كما قدم تعريفات بشأن التراث الطبيعي و التراث المختلط. و أكد أن فاس و مكناس كان لهما السبق سياحيا و ثقافيا على اعتبار تصنيفهما كتراث عالمي ، في حين تم تهميش المحيط ( صفرو و باقي مناطق الأطلس) ليخلص إلى ضرورة حصر المؤهلات الطبيعية للمنطقة ، و كيفية تسخير هذه المؤهلات لخلق تنمية سياحية مندمجة. بعد ذلك عرج على تعريف التراث الطبيعي و نماذج منه ، ثم تحدث عن مواقع تاريخية و مدن الفترة الإسلامية ، و منها صفرو باعتبارها سابقة عن مدينة فاس.
وتطرق الباحث خلال نهاية عرضه عن التراث الثقافي والطبيعي كروافد للتنمية حيث ربط بين معرفة التراث و الاعتماد عليه في التنمية.

pellencmaroc
playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا