نظمت جمعية جيبر للتنمية القروية والبيئية بصفرو تحت إشراف النيابة العامة بالمحكمة الإبتدائية بصفرو، ندوة علمية حول زواج القاصرات لفائدة تلاميذ وتلميذات مدرسة الفرصة الثانية الجيل الجديد “الإمام علي” في إطار الحملة الإقليمية للحد من زواج القاصرات وتقليص ظاهرة الهدر المدرسي التي أطلقتها والتي اختير لها شعار “لا لزواج القاصرات- نعم لتثبيت حقوقهن”.
وفي الكلمة الإفتتاحية لإحدى المحاضرات، أكدت على أن هذه الندوة تروم إثارة نقاش عمومي حول تزويج القاصرات باعتبارها ظاهرة مجتمعية مقلقة، منتشرة بشكل متقارب بالمجال الحضري والقروي، تنتهك حقوق الطفلات وتحرمهن من التعليم والتكوين والحماية والرعاية الأسرية، مما يشكل عنفا مسلطا عليهن، مضيفة أن هناك عدة أسباب تغذي هذه الظاهرة كالموروث الثقافي والتقاليد والأعراف والهشاشة والفقر، كما أن هذه الفتيات تصبحن أكثر عرضة للعنف والطلاق بسبب غياب النضج لديهن والزج بهن في مسؤوليات هن أضعف عن تحملها.
وعرف اللقاء تقديم عروض مسرحية من تمثيل تلميذات المؤسسة تجسد معاناة الطفلة/الزوجة وتعرضها للعنف الجنسي والجسدي والنفسي داخل البيت والمجتمع. حيث جسدت تلميذة دور طفلة عانت من تزويجها لرجل يكبر أبيها، والدور الثاني لتلميذة تعاني من التعنيف الجسدي من طرف معلمها، أما الدور الثالث لطفلة مضطرة للعمل في البيوت بسبب الفقر.
وفي تصريح لصفروبريس أكد مصطفى التودي رئيس جمعية جيبر للتنمية القروية والبيئية بصفرو أن قافلة التعبئة المجتمعية المنظمة من طرف الجمعية تحت إشراف النيابة العامة تأتي في ظل الدينامية التي يعرفها إقليم صفرو والتي انخرطت فيها النيابة العامة بمعية جمعيات المجتمع المدني والمديرية الإقليمية للتعليم بصفرو للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها على اعتبار أنها مدخل حقيقي للحد من ظاهرة الهدر المدرسي.
وأضاف التودي أنه قد عرف إقليم صفرو عدة أنشطة وحملات تحسيسية طوال السنة من أجل تحسيس ساكنة العالم القروي وساكنة المجال الحضري بضرورة تمكين الأطفال من حقهم في التمدرس وتمتيعهم بكامل حقوقهم إلى حين الوصول إلى سن الرشد وبالتالي الوصول إلى الأهداف التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية بتقليص الهدر المدرسي إلى التلتين
وفي تصريح آخر أكد عبد العالي البطاري عضو في جمعية جبير للتنمية القروية أن انطلاق هذه الحملة يعتبر يوما مهما بالنسبة للجمعية في إطار تنزيل أهدافها وخاصة الحد من الهدر المدرسي والذي هو موضوع حساس في إقليم صفرو بالعالم الحضري عامة والقروي خاصة معتبرا أن زواج القاصرات هو السبب الرئيسي وراءه، كما أشار أنه من خلال هذه القافلة سيتم تسليط الضوء أكثر على موضوع تزويج القاصرات وإنهاء هذه المعضلة التي تجعل الفتيات خارج المكان الطبيعي لهن والذي هو المدرسة.
يذكر أن القافلة هي عملية متواصلة داخل إقليم صفرو طيلة أربعة أيام من خلال أنشطة تحسيسية وندوات وأمسيات مسرحية وكل الوسائل التي يمكن أن تؤدي إلى الحد من هذه الظاهرة ونشر الوعي القانوني لكل الفئات بضرورة تمتيع الأطفال القاصرين بحقوقهم الطبيعية.
