أحمد الدرداري
ان النتائج الانتخابية اليوم في أكبر دائرة انتخابية مدريد ستعيد ترتيب اوراق الكويرتيس الاسباني في مواجهة فضيحة الحكومة اليسارية والمتحالفة بين الحزب الاشتراكي وحزب بوديموس الذي قدم على اثر نتائجها بابلو اجلسياس الانفصالي استقالته من الميدان السياسي لكونه كحزب انفصالي تلقى أكبر ضربة في هذه الانتخابات وفي المقابل صعد الحزب الشعبي حيث حصلت أيوسو إسابيل على 65 مقعدا بزايدة 35 مقعدا بالمقارنة مع الانتخابات السابقة. وهو ما يتطلب من الحزب الشعبي مقاعد قليلة لتشكيل الحكومة الجديدة وقد يكون حزب فوكس هو الحزب المتحالف معه لتشكيل الحكومة المقبلة.
ان الخطأ السياسي الذي ارتكبته الحكومة اليسارية الاسبانية برئاسة الحزب الاشتراكي والمتحالف مع حزب بوديموس أحدث احتجاجا لدى المجتمع المدني الاسباني بعد الفضح الاعلامي الاسباني والدولي نتج عنه تحريك المتابعة القضائية ضد ابراهيم غالي الانفصالي ومن معه، والحامل لاسم مزور ولجنسية جزائرية ولشخصية ديبلوماسية مزورة ، حيث ارتكبت العصابة التي يعد أحد عناصرها جرائم كثيرة و متنوعة منها القتل والاغتصاب والاختطاف والاختفاء …. بالاضافة الى احتجاز المدنيين في المخيمات وتعريضهم للتعذيب والاهانة .
ان قضية ابراهيم غالي لها تداعيات سياسية واقتصادية تفرض على السلطات الاسبانية ان تتدارك الوقع الكبير على مصالحها مع المغرب جراء مقايضة ابراهيم غالي بالعلاقة مع المغرب، وفي ذلك بلادة سياسية وتهور ولامبالاة قد تضر بالمقاولة الاسبانية خصوص وان الشركات الاسبانية في المغرب واتفاقيات مهمة قد تدخل اوربا باكملها في الازمة نظرا لاستمرار المعاملة بمنطق سلطة التبعية واملاءات التابع والمتبوع.
ان تعامل حزب بوديموس مع الانفصال الذي يؤيد فيه البوليساريو وتعامل الحزب الاشتراكي مع النظام الاشتراكي الشمولي في الجزائر المتمثل من الحزب العسكر الجزائري كان رهانا خاطئا وسياسة خارج منطق ادارة المصالح، ولكل هذا عواقب لن تنتهي في الوقت القريب وبسهولة ، بل ستكلف هذه الفضيحة الكثير لاعادة الرؤية المغربية نحو اسبانيا كما كنت قبل الفضيحة التي تبقى غير معبرة عن حجم اسبانيا ومكانة اسبانيا ورؤية اسبانيا الى العالم .