المغرب

سلا: لحسن سيبوس… ألعاب تثير ضجة في صفوف الناشئة

لحسن سيبوس

تثير مجموعة من الألعاب والسلع -التي تستهدف الطفولة- ضجة كبيرى في الأزقةوالشوارع والمحالات التجارية، وتضرب في صلب قيم وأخلاق وثقافة الطفل، وفي مراحل عمرية معينة، التي ينبغي الاهتمام فيها بالطفل من كل الجوانب والحرص على تلقينه كل ما يفيده ويصنع منه شخصا صالحا لذاته ولمجتمعه، في زمن أصبحنا فيه نتغنى بالتفاهة بدعوى الانفتاح، وتمكين الطفل من كل شيء بسبب عدم المس بحقوقه وحريته،

بحيث ظهرت مؤخرا ألعاب انتشرت بسرعة البرق، وبأثمنة باهضة تستنزف جيوب الآباء، وتخدم مصالح جهات خاصة، وتهدم هرم القيم التي يتمتع بها هذا المجتمع، ألعاب ألوانها تشبه قوس قزح ظاهريا، ولكنها تخفي في باطنها رسائل خطيرة ومبادئ تعاكس العقيدة والثقافة التي نتشبع بها، هذه الألعاب خلقت جدلا ضمن بعض الأوساط وعبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ربط مستخدموها بين هذه الألوان وعلَم المِثلية الجنسية، الذي يسمى أيضا “علم الرينبو” أو “علم قوس قزح”.

أصبحت هذه اللعبة تحتل عقل الأطفال قبل الشباب وتسيطر على أفكارهم بداعي أنها تقلل من ارتفاع الضغط النفسي، وكل ذلك مما يهدد بالخطر مبادئ الأطفال والنشء ويحارب التربية الحسنة التي دعى لها الدين الحنيف، وهو ما يجب أن يتصدى له جميع من يرعى الأطفال ويحرص على تربيتهم ويعمل على المحافظة على أخلاقهم.

وفي هذا يتوجب على أولياء أمور الأطفال باعتبارهم المسؤولين على شراء هاته الألعاب أن يحددو لذلك معايير وإجراءات لحماية أبنائهم من هذه الألعاب التي تحمل رسالة تتنافى مع مبادئ أسرهم وتكرس ثقافة المثلية الجنسية في صفوف الأبناء، الذين ويعتبر نطاق عمرهم هذا بمثابة تحول مفعم بالتحديات، والمثيرات الخارجية، إذ يصبح له قدرة أكبر على طرح الأسئلة، ولاسيما المستفزة منها، ويبدأ فضوله في دفعه إلى التعرف هذه الثقافات، ويخلق في ذهنه تشويش عقلي يطرح تساؤلات عديدة حول هذه الألوان: هل يمكن اعتبارها ألوان قوس قزح؟ أم ألوان لعلم المثليين؟ ولماذا بالضبط هذه الألوان؟، هذا ولأن الطفل في مرحلة عمرية لا يفرق بين الصالح والطالح فقد يعتبر في نظره الأمر صالحا، لكن بوادر الخطر تظهر بشكل كبير في مرحلة المراهقة أو انتقال الشخص من الطفولة إلى الرشد، هنا تجد الآباء في حيرة من أمرهم إثر ما أصبح أبناؤهم يحملونه من أفكار خطيرة دخيلة عليهم.

لذا يتعين أن تكون رسائل الحماية ورعاية الأبناء حسنة التوقيت، ومخصوصة بكل عمر، وحساسة ثقافياً، وتضاهي قيم وقوانين المجتمع الذي يعيش فيه هذا الطفل أو النشء. والعمل بمجموعة من الإجراءات التي قد تكون وقاية للطفل من هذا أو بديلا له كممارسة الرياضة بجميع أنواعها ولاسيما تلك تتميز بالحركة التي لا تترك المجال للطفل للتفكير في هاته الألعاب، والانخراط في نوادي تربوية كنادي القراءة والمطالعة للرفع من نسبة توعية الطفل عقليا وفكريا، إلى جانب ما هو روحاني كحفظ القرآن الكريم ومجالس التربية وغيرها.

فمسؤولية تربية الأبناء مسؤولية عظيمة سيحاسب عليها العبد المسلم يوم القيامة وعلى الآباء قراءة هذه الآية التي يقول فيها الحق سبحانه : قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) التحريم:6، نرجو من سماحة الوالد إعادة شرحها وفهمها وتدبرها جيدا، وأيضا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدد عظم تحمل المسؤولية عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته : الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسئول عن رعيته، فإن كل فرد من أفراد الأمة مسؤول يوم القيامة عما اؤتمن عليه، كل في دائرة اختصاصه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا