في مثل هذا اليوم من سنة 2018
عين صاحب الجلالة نصره الله، السيد سعيد أمزازي وزيرا للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة
ولأن اختيارات جلالة الملك كانت دائما يلفها السداد من كل جانب، فقد أثبت السيد الوزير وفي غضون ثلاث سنوات قياسية أنه يستحق الثقة المولوية التي حظي بها.
سعيد أمزازي انتقل من رئاسة جامعة محمد الخامس وهي إدارة مرموقة تستوجب نمطا من التسيير الفكري والعملي بمرجعية علمية رفيعة، إلى تدبير قطاع متشعب يستلزم أنماطا مختلفة ومتنوعة ومتغايرة ومواكبة، فقطاع حيوي بحجم قطاع التعليم بالمغرب، يحتاج نفسا طويلا من المبادرة والمثابرة والمشاورة.
الوزير أمزازي استطاع أن يجد لوزارته نبضا مستقرا يجمع كل أسلاكها الشائكة والمتشابكة، وأصر على فتح كل الملفات التي كان يخشى السلف من فتحها لأنها مرهقة، وفتح الآفاق للنقاش، النقاش الذي كان إلى عهد قريب يظنه الجميع أصبح مستعصيا ومستحيلا في وزارة التربية الوطنية، لكنه سرعان ما رفع شعار: المدرسة منبع النبوغ المغربي، والمستحيل في الأصل ليس مغربيا
واليوم ونحن نصل إلى السنة الثالثة من ولاية وزير التربية الوطنية، قد لا يكفينا المجال لِعَدِّ المسافات التي قطعها الوزير ووفوده المرافقة للوصول إلى كل المدارس في المدن والقرى، والبوادي والمداشر، وفي التل والجبل، حيثما تكون المدرسة يصل الموكب، فتغيرت معالم المدارس ووقعت شراكات واتفاقيات استفادت بموجبها المؤسسات التعليمية من مختلف التجهيزات والموارد المالية وغيرها.
حركية غير معهودة لا ينكرها إلا جاحد، فجاءت بعدها تزكية السيد وزير التربية الوطنية ناطقا رسميا باسم الحكومة، فكان حاضرا هنا في التعليم، وحاضرا هناك للإخبار والتوضيح، فزادت المهمات وتعاظمت، وكبر معها الاشتغال وابان الوزير عن عزيمة تليق بالمغرب والمغاربة.
جاءت كورونا، هذا الوباء الذي فاجأ العالم، أغلق كل شيء، لكن لم يكن أكبر المتشائمين يتنذرون بإغلاق المدارس، فأغلقت المدارس بالفعل والقوة، لكن الوزير أصر على ربح الرهان ففتح المدارس في المنازل عبر القنوات والمنصات، وتمت تعبئة ما امكن من الموارد الرقمية، ولم يتوقف عن هذا الحد، بل اصر على إنشاء بنك الموارد الرقمية ولا زالت الوزارة وعبر أكاديمياتها ومديرياتها تنتج وعيا منها بأنها بديل استرايجي لا بد من اقتحامه.
في السنة الثالثة من ولاية السيد الوزير، لا يسعنا إلا ان نرفع له القبعة تقديرا واحتراما، على جهوده المبذولة وهذه مهمته على كل حال، وعلى مواطنته ووطنيته وهذا واجبه في كل الأحوال، وعلى رقي خطابه وتواصله وهذه أخلاق أهل العلم والعلماء، و إصراره على تأهيل المنظومة التعليمية وهذا ما نأمله ونسعى إليه.
السيد سعيد أمزازي وزير وثق فيه صاحب الجلالة فكان في حجم الثقة، وهذه هي القدوة التي يجب ان يقتد بها المقتدون، وفي مثل هكذا تدبير فليتنافس المتنافسون.
عبدالرزاق