قررت السلطات المغربية تعليق استيراد الدواجن ومشتقاتها القادمة من البرتغال كإجراء وقائي عاجل، وذلك بعد إعلان ظهور إصابات مؤكدة بانفلونزا الطيور شديدة العدوى في إحدى ضيعات الدجاج بضواحي العاصمة لشبونة.
القرار الذي اصدره المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لا يشمل فقط الدواجن الحية، بل يمتد ايضا الى لحومها ومشتقاتها المصنعة وحتى البيض وأعلاف الحيوانات. وقد شدد المكتب على ان الاستثناء الوحيد يخص الاعلاف الحيوانية التي خضعت لمعالجة حرارية تقضي على الفيروس، شريطة ان تكون مرفقة بشهادات تثبت سلامتها الصحية صادرة عن السلطات المختصة.
هذا التدبير الوقائي يأتي في وقت يعرف فيه سوق الدواجن بالمغرب اضطرابا كبيرا نتيجة ارتفاع الاسعار بشكل صاروخي، حيث اصبحت اثمان الدجاج ترهق القدرة الشرائية للمواطنين وتستنزف جيوبهم بشكل يومي، وهو ما يضاعف من حجم الاحتقان الاجتماعي في ظل موجة غلاء تمس معظم المواد الاساسية.
ويرى مهنيون ان قرار وقف الاستيراد قد يزيد الضغط على السوق الوطنية اذا لم ترافقه اجراءات لضبط الاسعار ودعم المنتجين المحليين، خصوصا وان المستهلك البسيط لم يعد قادرا على مجاراة هذا الغلاء المستمر.
في المقابل تؤكد السلطات ان حماية صحة المواطن تبقى الاولوية الاولى، وان مراقبة سلامة السلسلة الغذائية لا تقبل اي تهاون، خاصة امام تهديد وبائي قد تكون له انعكاسات وخيمة على صحة الانسان والاقتصاد الوطني.
