أصر عامل البناء المعلم:(ع.ش) الساكن بمدينة المنزل على الإدلاء بشهادته لجريدة صفرو بريس ـ في طريق الإدلاء بها لدى السلطات المعنية، وتقديم شكاية في الموضوع إلى الوكيل العام ـ والمتعلقة بطريقة ونوعية الأشغال التي تم اتباعها في بناء وتشييد البناية المتواجدة بشارع محمد الخامس بالمنزل، من طرف المجلس البلدي؛ والمكونة من سور وأربعة محلات غير مكتملة. حيث أنه شارك في الأشغال منذ انطلاقتها. إذ جاء على لسانه: تفاجأت منذ أول يوم عمل لنا بالبناية المذكورة سلفا، كون هذه الأخيرة لا تتوفر على تصميم أو رسم معماري نتقيد به، ونتبعه في إنجاز عملنا، كما تعودنا دائما. بل كنا نقتصر في أشغالنا اليومية على عدة أوامر نتلقاها من تقنيين بالبلدية. والغريب في الأمر أن هذه الأوامر كانت تحتُّ دائما وتؤكد على الإسراع في الأشغال، دون الالتفات مطلقا لعامل الجودة. حيث أن كل همِّ المسؤولين كان يقتضي إنجاز هذا المشروع في وقت قياسي محدود…
والأدهى من ذلك ـ يضيف نفس المصدر ـ أن مواد البناء التي كنا نؤمر باستخدامها كانت لا تتناسب إطلاقا مع معايير الجودة التي اعتدنا على العمل بها في أبسط البنايات. حيث أن إنجاز الأساسات تمّ بطريقة غريبة ومريبة، إذ لم يشتمل على (سوميلات) إطلاقا ، وطُلب منا مراكمة الأحجار فوق بعضها مع القليل جدا من الخرسانة، التي كانت لا تتوفر إلا على ثلث الإسمنت المعتمدة في الحالات العادية، للاقتصاد في هذه المادة قدر المستطاع! هذا فضلا عن كون القضبان الحديدية المستعملة في البناء بعيدة تماما عن تلك التي تتطلبها البناية. حيث تمّ الاعتماد على قضبان حديدية بقطرmm 6 وmm 8 فقط! ناهيك عن الأشغال الرديئة التي صاحبت العمل بهذا المشروع بسبب السرعة المطلوبة. وهو ما قد يدفع بهذه الجدران إلى أن تتهاوى وتتهدم في أية لحظة بسبب الأساسات المغشوشة .