المنزل:الخدمات المزاجية لسيارة الإسعاف تكرس معاناة الساكنة

تستمر معاناة ساكنة مدينة المنزل والجماعات المحيطة بها من الخدمات الرديئة والمتواضعة المقدمة بالمركز الصحي المنزل. وتضطر معظم الحالات الوافدة عليه من أجل الوضع أو الاستشفاء والعلاج، إلى التنقل إلى مستشفى محمد الخامس بصفرو، أو إلى المركب الاستشفائي الحسن الثاني بفاس. غير أن الجميع يصطدمون بالخدمات المزاجية التي تقدمها سيارة الإسعاف، والتي تكون خارج الخدمة في حالات كثيرة. مما يكرس آلام ومعاناة المرضى: خصوصا الشيوخ منهم، والنساء الحوامل والأطفال الذين يضطرون للانتظار طويلا أو البحث عن البديل كلما أمكن ذلك.
حالة السيدة الحامل التي أُجبرت على الانتظار طويلا أمام المركز الصحي يوم السبت المنصرم، واحدة من الحالات الكثيرة التي لم يُسعفها الحظ في رُكوب سيارة الإسعاف.. ورغم محاولات مُستميتة للاتصال بالسائق، فقد رفض بإصرار ورُعونة الاستجابة، لتظل المسكينة تُراوح بين الألم والأمل، إلى حين استدعاء سيارة الإسعاف التابعة لجماعة أولاد مكودو، والتي تمكنت من إنقاذ الموقف، لتضع المرأة حملها مباشرة بعد ولوج المستشفى.. ولو حدث أن تأخر الفرج لنصف ساعة إضافية لوقعت الكارثة، ولتطور الأمر إلى الأسوأ، ولوضعت الأم حملها في الطريق..
تساؤلات كثيرة أصبحت تُطرح عقبَ هذا الاستهتار في التعامل مع مصائر البسطاء من المرضى، من قَبيل: من يُراقب خط سَير سيارة الإسعاف؟ ولماذا يتم التغاضي عن التقصير المتعمد في حق حالات خطيرة لمرات عديدة؟ وهل من المنطقي أن يتعمد السائق عدم إجابة الهاتف ؟ وهل يقدر حقا حجم المسؤولية المنوطة به؟ وهل من الطبيعي أو المألوف أن تظل سيارة الإسعاف مركونة لوقت طويل بجوار المقهى أو أمام منزل السائق؟ أليس من الأجدى أن تبقى على أهبة الاستعداد قابعة بجوار المركز الصحي؟ أليس من المفروض أن يتم التعامل بكل تفان وإنسانية مع الحالات الواردة على المركز الصحي؟ …