
في خطوة دبلوماسية لافتة تحمل أبعاداً استراتيجية وإنسانية، افتتحت المملكة المغربية رسميًا قنصليتها الجديدة في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، في أجواء مغربية خالصة عكست غنى الثقافة الوطنية وتعدد روافدها.
وقد جاء افتتاح هذه القنصلية، الذي جرى وسط حضور رسمي وشعبي وازن، ليجسد دينامية الدبلوماسية المغربية في توسيع شبكتها القنصلية بأمريكا الشمالية، وتكريس سياسة القرب من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة، خاصة بالولايات الجنوبية.
الاحتفال، الذي شهد مشاركة فعاليات دبلوماسية وثقافية وشخصيات من الجالية، تميز بطابعه المغربي الأصيل، حيث عُزفت الأهازيج الوطنية وارتفعت الرايات الحمراء في فضاء القنصلية الجديدة، في تجسيد رمزي لقيم الانتماء والارتباط بالوطن الأم.
ويأتي هذا المشروع القنصلي في إطار رؤية ملكية تروم تحسين جودة الخدمات الإدارية والاجتماعية المقدمة للمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال تقريب الإدارة منهم، وتيسير سبل التواصل مع المؤسسات الرسمية، سواء في ما يتعلق بتجديد الوثائق أو المواكبة الاجتماعية والقانونية.
وتُعد مدينة ميامي، باعتبارها مركزًا حيويًا في الجنوب الشرقي الأمريكي، بوابة استراتيجية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين المغرب والولايات المتحدة، كما تُشكل نقطة ارتكاز مهمة لاستقطاب الاستثمارات وتطوير الشراكات المتعددة الأطراف.
ويرى متتبعون أن هذا التوسع القنصلي المغربي يعكس الحركية الجديدة التي تعرفها الدبلوماسية المغربية في بعدها المواطني والإنساني، كما أنه يندرج ضمن مسعى أوسع لتقوية حضور المملكة على الساحة الدولية من خلال رعاية شؤون جالياتها وتحصين انخراطهم في تنمية بلدهم الأم.