المغرب

المغرب يتخذ من السياسة الامنية سلاح جيواستراتيجي لمواجهة المخاطر المسكوت عنها في المنطقة

playstore


د.أحمد الدرداري

ان الأمن القومي للمملكة المغربية اصبح ضرورة استراتيجية لحماية المصالح المغربية الذاتية والمشتركة مع الدول الكبرى، ذلك أن زيارة السيد عبد اللطيف الحموشي للولايات المتحدة على رأس وفد أمني مغربي، بصفته المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني هي زيارة لتدارس الاستراتيجية الامنية من كبار الامنيين في الولايات المتحدة الامريكية وعلى رأسهم كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، الشيء الذي يفسر أن المنطقة المغاربية والعربية والافريقية والمتوسطية والاوروبية تشهد تحولات أمنية متسارعة زادت من خطورتها الحرب الروسية الاوكرانية وانتشار اسلحة الدمار الشامل بالاضافة الى مناخ دولي انتهت فيه المواجهات المباشرة بين الدول وانتهى عهد الالتزام بالعهود و الاوفاق الدولية وانهارت مبادئ الامم المتحدة لاسيما بالنسبة للدول المسلحة .
فحينما ترفض سفارة أمريكا منح تأشيرة دخول بلادها لوزير خارجية موريتانيا محمد سالم ولد مرزوق بسبب علاقته المشبوهة بالنظام الجزائري ، ونفس السفارة سبق أن رفضت منح التأشيرة لوفد دبلوماسي موريتاني يضم أشخاص منتمون لمرتزقة البوليزاريو، فهذا يدل على ان المواقف الواضحة لا يمكن اظهارها لكونها أقل أهمية في سوق العلاقات الدولية ، وامريكا واعية بضعف المواقف التي تتخذها الدول الضعيفة التي تخاف من دول مجاورة ومسلحة كالجزائر .
و على اثر الزيارة التي قام بها وزير الداخلية المغربي الى اسبانيا من اجل تدارس نفس القضايا الامنية الاستراتيجية وقضايا اخرى فقد اعتبر وزير الداخلية الاسباني فرناندو غراندي مارلاسكا بأن المغرب جار استراتيجي وموثوق به عقب تواجده في مدريد 17 يونيو 2022 كما وصف التعاون بين البلدين بأنه يندرج ضمن البعد الشامل .
وأكد على أن المغرب جار استراتيجي وموثوق به بشكل تام، ويتقاسم مع اسبانيا مصالح مشتركة، و أن العلاقات مع المغرب مهمة وشاملة، لكونها تشمل مجالات مختلفة من قبيل الأمن والاقتصاد والثقافة.
كما أكد على أن التعاون الحالي بين البلدين يبعث على الرضا التام، مسجلا أن تنظيم عملية “مرحبا” تشكل دليلا جيدا على هذا التنسيق الفعال بين البلدين.
وعليه استحضر الوزيران في بلاغ مشترك ، الأهمية الاستراتيجية للعلاقات القائمة بين المملكتين، والتي تنهل من روابط الصداقة والأخوة التي تجمع بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس.
وأشادا بالتعاون النموذجي بين مصالح وزارتي الداخلية للبلدين، والذي يأتي تكريسا للدينامة الجديدة وغير المسبوقة للعلاقات بين المغرب وإسبانيا، القائمة على الشفافية والاحترام والثقة المتبادلة، والتعاون الصريح والوثيق والتشاور الدائم.
اما الوفد الأمني الذي زار الولايات المتحدة والذي ترأسه المدير العام للأمن الوطني وضم مدراء وأطر من المصالح المركزية للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
فهو مؤشر على تجسيد متانة التعاون الثنائي الذي يجمع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات الأمنية، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، كما أنها تأتي في سياق مطبوع بتعزيز وتطوير الشراكة الأمنية القائمة بين المصالح الأمنية المغربية والوكالات الفيدرالية الأمريكية المكلفة بالاستخبارات وتطبيق القانون.
وان الزيارة توجت بجلسات عمل ومباحثات مع كل من السيدة أفريل هاينز مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية، ومع مدير وكالة الاستخبارات المركزية السيد ويليام بيرنز، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السيد كريستوفر راي، تناولت مختلف التهديدات الأمنية والمخاطر المستجدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما تمت مناقشة الآليات والسبل الكفيلة بمواجهة هذه المخاطر من منظور مشترك وجماعي قادر على تحقيق الأمن الاستقرار الدوليين .
كما بحث السيد عبد اللطيف حموشي مع مسؤولي المصالح الاستخباراتية والأمنية الأمريكية مختلف التحديات الأمنية والتهديدات التي تطرحها الجماعات الإرهابية وشبكات الإجرام المنظم في العديد من مناطق العالم، بما فيها منطقة الساحل والصحراء والشرق الأوسط وأوروبا. وتم التطرق كذلك “للعمليات الافتراضية” المرتبطة بمكافحة الخطر الإرهابي والجريمة المنظمة، خصوصا في أشكالها السيبرانية وارتباطاتها العابرة للحدود الوطنية.
بالاضافة الى تبادل الخبرات والتجارب وتقاسم المعلومات ذات الصلة بمكافحة التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة، كما تم التوافق كذلك على أهمية تنسيق الجهود المشتركة وتطوير آليات الرصد والمكافحة، بما يضمن التصدي الحازم لمختلف المخاطر والتهديدات المتنامية على الصعيد الدولي.
و أهمية التعاون الثنائي الأمني بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارهما شريكين أساسيين في الجهود الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار، تعكس الانخراط الراسخ لمصالح المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المساعي الدولية الرامية لتحييد المخاطر والتهديدات المحدقة بالأمن الإقليمي والدولي. انطلاقا من كون التحدي الامني هو تحدي عالمي تهدده مصالح القوى الكبرى وفي نفس الوقت يعتبر تحدي اقليمي يهدد اوربا عموما واسبانيا بدرجة اولى بالاضافة. الى دول موطن التهديدات المغاربية خصوصا الموطن الجزائري المحتضن للخطر المتنوع .

pellencmaroc
playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا