د أحمد الدرداري
لقد نص دستور 2011 في الفصل 44 على أن الملك غير بالغ سن الرشد قبل نهاية السنة الثامنة عشرة من عمره.
وفي حالة عدم وجود ملك فعلي على العرش، وإلى أن يبلغ ولي العهد سن الرشد، يمارس مجلس الوصاية اختصاصات العرش وحقوقه الدستورية، باستثناء ما يتعلق منها بمراجعة الدستور . ويعمل مجلس الوصاية كهيئة استشارية بجانب الملك حتى يدرك تمام السنة العشرين من عمره.
يرأس مجلس الوصاية رئيس المحكمة الدستورية، ويتركب، بالإضافة إلى رئيسه، من رئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس المستشارين، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، وعشر شخصيات يعينهم الملك بمحض اختياره، وذلك طبقا لقواعد سير مجلس الوصاية يحددها القانون التنظيمي لهذا المجلس.
هذا ودخل ولي العهد يوم 8 ماي الماضي سن البلوغ القانوني مودعا مرحلة الطفولة التي تنتهي بتمام ثمانية عشرة سنة كاملة لتبدأ معه مرحلة المسؤولية الشخصية الكاملة ورزمانة من الحقوق ، وهذا بطبيعة الحال يمثل تأهيلًا عمريا للظفر بالاعتلاء على العرش لكن لا يمكن ممارسة اختصاصات ملك الا بتوفر شرطين اساسين:
الاول: و يكمن في بلوغ سن العشرين سنة شمسية كاملة.
الثاني: ان تكون شروط الاعتلاء على العرش كاملة ويتعلق الامر بطريقة انتقال العرش من الملك الى الابن الاكبر او اذا لم يكون الملك ولد ينتقل العرش الى اخ الملك وهكذا.
ثم ان العرش ينتقل بالوراثة مما يعني ان سن ولي العهد لا يصبح ملكا مادام الملك الاب حي و يمارس اختصاصات العرش.
كذالك ان يتم ولي العهد سن عشرين. لان عرش المغرب وحقوقه الدستورية تنتقل بالوراثة إلى الولد الذكر الأكبر سنا من ذرية جلالة الملك محمد السادس، ثم إلى ابنه الأكبر سنا وهكذا ما تعاقبوا، ما عدا إذا عين الملك قيد حياته خلفا له ولدا آخر من أبنائه غير الولد الأكبر سنا، فإن لم يكن ولد ذكر من ذرية الملك، فالمُلك ينتقل إلى أقرب أقربائه من جهة الذكور، ثم إلى ابنه طبق الترتيب والشروط السابقة الذكر.
ذلك ان للعرش قيمة دستورية وضوابط واعراف دقيقة بحكم عراقة عرش المملكة المغربية وهيبة السلطان ومركزية الحكم التي تشد عضد الدولة .
ان الاستمرارية تدل على مواصلة مسيرة الاصلاح والنماء التي يشهدها المغرب وتتخذ من بصمة الملوك طابعا شاهدا على كل مرحلة من تاريخ البلاد، وبلوغ ولي العهد اليوم سن البلوغ الدستوري هو مؤشر على تأهيل خلف لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله الذي سيرث سره سيرا على عادة الملوك الكرام.