صفرو

العمل الجمعوي بإيموزار كندر بين كسب الرهان و الإخفاق المتجدد

playstore

شهد الفضاء الجمعوي  بإيموزار كندر خلال عقد التسعينات حراكا ملفتا وتنوعا على مستوى المبادرات مما مكن من احتضان فئة عريضة من شباب المدينة و أطفالها , و هيأ لها مجالا رحبا لإبراز طاقاتها و مواهبها في ميادين عدة . ورغم ضعف بنية الاستقبال ممثلة في دار للشباب تفتقر للتجهيزات الضرورية إلا أن الفعاليات الجمعوية التي كانت تشرف آنذاك على التأطير و التسيير تعاملت مع هذا العائق بإيجابية , و خاضت غمار التجربة بإمكانيات جد محدودة و بدائل تغذيها العزيمة و نكران الذات .

 نذكر على سبيل المثال تجربة جمعية ناشئة المسرح التي جعلت من هذا المصطاف الجبلي منافسا شرسا يُحسب له حسابه في الملتقيات المسرحية الجهوية و الوطنية  خصوصا المهتمة بمسرح الطفل , الا أن اشعاع هذه  الجمعية بدأ يخفت الى أن انطفأ للأسف الشديد . وحتى التجارب التي تلتها لم تعرف التوهج والتألق اللذان كانا سمة للتجربة السابقة .و نذكر الرأي العام المحلي بتجربة فرع منظمة الكشاف المغربي  الذي يمكن أن نعده , دون مبالغة , حدثا جمعويا غير مسبوق في إيموزار كندر بالنظر لما تتمتع به الحركة الكشفية من طقوس و تقاليد خاصة في التأطير و التدريب و توزيع المهام …هذه التجارب التي  سطرت ريادتها في ذاكرة المدينة بمداد من الاعتزاز نجحت في توظيف المؤهلات الطبيعية و السياحية للمدينة كفضاء اشتغال حقق لها إشعاعا على المستوى المحلي , و إدماجا طيبا لشباب المدينة و صغارها وذلك من خلال:

pellencmaroc

– مبادرات تطوعية تعنى بالمظهر الجمالي للمدينة , و تسهم في ترسيخ ثقافة إيكولوجية لدى الساكنة تجاه ما تزخر به  المدينة من ثروات غابوية و مائية . ولعل المُواكب للمبادرات التي شهدها فضاء عين السلطان يستشعر الفرق المؤلم بين الأمس و اليوم .

– الانفتاح على المخيمات و مراكز الاصطياف من خلال تبادل الخبرات و التنسيق في بعض التظاهرات التي شهدتها المدينة . وهي التجربة التي فقدت وهجها و خلفت , برحيل روادها , عزوفا لدى الهيئات التأطيرية بالمخيمات عن تكرار التجربة لغياب بدائل مقنعة في الساحة !

– المشاركة الفاعلة في التظاهرات الثقافية و الفنية إن على الصعيد الجهوي أو الوطني . هذه المشاركة التي أتاحت لأبناء إيموزار فرصة الكشف عن مواهبهم و طاقاتهم , و التفاعل  مع النسيج الجمعوي الوطني .

يؤسفنا الوقوف في الوقت الراهن على الأطلال , و رثاء التراجعات المؤلمة !اليوم يعاني أطفال إيموزار و شبابها من فراغ جمعوي مهول , يحتضن حماسهم و رغبتهم في كشف مواهبهم و تأهيل قدراتهم و الانفتاح على الحراك الجمعوي الوطني . نعم هناك مبادرات تقف خلفها نوايا طيبة ولا شك , لكن أغلبها عاجز عن وصل ما انقطع , و الاستفادة من التجارب السابقة . بل إن بعضها لا زال مفتقدا لجرأة اقتحام هذا الفراغ و إنقاذ الناشئة من براثن الانحراف .

إن من المفارقة اليوم  أن يتم تبرير هذا “الكسل” الجمعوي بذرائع و إكراهات كانت بالأمس القريب محفزات لمواصلة العمل !من المفارقة الحديث عن غياب فضاء في حين أن المدينة تتوفر اليوم على مركب ثقافي كبنية استقبال إضافية . صحيح أن دار الشباب لم تحظ إلى حد الآن بتجهيزات و مرافق لائقة , إلا أن بالمدينة فضاءات طبيعية بديلة، ومن المفارقة الحديث عن غياب دعم في حين أن التقليد الذي دأبت عليه  معظم الجمعيات هو الاعتماد على الجهود الفردية في ظل غياب أي رؤية أو استراتيجية من لدن المجلس البلدي لإدماج الجمعيات في مخططات التنمية ,خصوصا و أن الرهان على تنشيط الفعل السياحي في مصطاف جبلي كإيموزار يتحقق بشكل اكثر جاذبية و إشعاعا من خلال المجتمع المدني .ومن المفارقة أيضا الحديث عن دور الجهات الوصية كوزارة الشبيبة و الرياضة لأن هذه الأخيرة عودتنا في السابق على الحضور متأخرة أو عدم الحضور بالمرة !إن استعادة الدور الحيوي للعمل الجمعوي بإيموزار كندر رهان ينبغي كسبه , كما ينبغي الحد من سلسلة الإخفاقات المتتالية التي كرست اليوم أداء جمعويا نخبويا يُعامل أبناء المدينة كزبائن صغار فقط لا كفاعلين أساسيين .وينبغي كذلك توحيد الجهود المتفرقة اليوم عبر خلق نسيج جمعوي يتعالى على الحساسيات الضيقة واضعا نصب عينيه توفير بدائل لأبناء المدينة الذين يستنزف الفراغ و كافة أشكال الانحراف طفولتهم .

 

playstore

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. مقال جد ممتاز بالفعل يجب الرفع من مستوى التحدي لكسب الرهان

  2. مقال جيد يرصد مكامن الضعف للنهوض بعجلة التنمية في جوهرة الاطلس، لكني أرى بأن المشاكل المرصودة هي نفسها في مجموع مدن الاقليم…

  3. جمعية بدون دعم لن تنتج أي شيئ،يجب على المسؤولين الأخد بيد الشباب لإنجاحها

  4. مثل هؤلاء الكتاب هم من سيجعلون الجريدة تحلق عاليا إن شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا