أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها موقع “ماكو” التابع للقناة 12، بأن المغرب وإسرائيل يجريان محادثات متقدمة لإعادة تشغيل الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، بعد توقف دام أكثر من عام منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
وبحسب المصادر ذاتها، فقد استؤنفت الاتصالات بين سلطات الطيران المدني في الجانبين بشكل فوري عقب تراجع العمليات العسكرية، في إطار مساعٍ لإعادة تنشيط الحركة الجوية والتجارية التي شهدت نمواً ملحوظاً عقب استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب في ديسمبر 2020.
وكانت شركات الطيران الإسرائيلية، من بينها “إلعال” و“أركيا”، قد علّقت رحلاتها المنتظمة نحو المغرب بسبب الأوضاع الأمنية، فيما تتواصل حالياً مشاورات تقنية وأمنية لإعادة فتح الخطوط الجوية التجارية، خصوصاً بين تل أبيب وكل من الدار البيضاء ومراكش وأكادير. وتشير التقديرات إلى إمكانية استئناف الرحلات فور تخفيف التحذيرات الأمنية المفروضة على السفر إلى المنطقة.
قبل تعليق الرحلات، كانت الخطوط الجوية بين البلدين تعرف نشاطاً ملحوظاً، بأكثر من عشر رحلات أسبوعياً نحو الدار البيضاء ومراكش، إضافة إلى رحلات موسمية نحو مدن أخرى مثل الصويرة والرشيدية وأكادير، حيث سجلت نسب إشغال مرتفعة.
ويرى مراقبون أن استئناف هذه الرحلات يأتي في سياق رغبة اقتصادية وتجارية متبادلة، تهدف إلى استعادة دينامية التبادل السياحي والاستثماري بين الجانبين، دون أن يلغي ذلك استمرار الجدل داخل المجتمع المغربي حول طبيعة العلاقات مع إسرائيل، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة وما تخلفه من مآسٍ إنسانية تثير تعاطفاً واسعاً في الشارع المغربي.
بهذا المعنى، يمثل ملف الرحلات الجوية بين الرباط وتل أبيب أحد أكثر الملفات حساسية، إذ يتقاطع فيه البعد الاقتصادي مع البعد السياسي والإنساني، ويظل رهيناً بالتطورات الإقليمية ومواقف الشارع من القضية الفلسطينية.
