أقلام حرة

الحملات الانتخابية وأشباح الدولة

playstore

    أحيانا تأتيني رغبة جارفة قوية شريرة أن أنقلب كمواطنة على أشباح الدولة أولئك الآباء المزيفين أو بالأحرى أشباههم والذين تعددوا بهذا الوطن .
   كعادتهم ككل سنة أتوا ليمارسوا لعبتهم الخبيثة والعزف على أنغام الوعود المعسولة ليدفع الشعب وحده ثمن طيشهم .
   أولئك الذين لا يفهمون شيئا غير الأكل والركل ، إي نعم ركل ذلك المواطن البسيط (أعزه الله )الذي يعتبر كالحمار المغلوب على أمره حين يحني ظهره ، فأثناء الحملات الإنتخابية المسعورة لا يجد إلا أن هناك الكثير من القرود يريدون أن يركبو ظهره عن سبق إصرار وترصد .
   يقولون الجحيم هو ما بعد الموت ، وأقول أن الجحيم هو ما نعيشه بهذا الوطن في ظل تنكيل وحرمان ، ضياع لأبسط شروط العيش الكريم ، استغلال وتلاعبات تمس وجود وكرامة المواطن البسيط ، بيع أوهام وأحلام تصعد بهذا الأخير لقمة الجبل ثم تهبط به إلى أعماق الوادي ، عفوا ، الحق أنها وعود ملغومة تنهش وتفتك هذا الأخير شيئا فشيئا حد الموت .
   كل يوم كما العادة نستيقظ على صرخات كبار السن ، عجزة ، شيوخ ، أيتام وتوجعات نساء أرامل ، نستيقظ سدى ، فأين هم من هكذا وطن ؟
  مواطنون مهمشون ومنسيون … هناك ، بمغرب لا يعرفه أحد ، مئات الأطفال الذين ترتجف ملامحهم البريئة وهم يواجهون العزلة وقسوة العيش ، نساء مناضلات يقطعن آلاف الكيلومترات كل صباح ،صيفا شتاء ، بحثا عن أكوام حطب للتدفئة وتحضير وجبات تسد رمق العائلة الصغيرة ، لعنات شيوخ متتالية جراء الظروف القاسية والمريضة ، بمغرب الواحد والعشرين على مر السنين  .
  كل هذا يفيد حقيقة واحدة: أن أشباح الدولة عاجزون عن تقديم أي بديل لبلداتنا وشعوبنا بل كانوا ولا زالوا يفتخرون فقط بالتدمير ، أسأل : وهل في إمكانهم فعل غير ذلك ؟ حتما لا فمن لا يستطيع البناء والتأسيس سيجد حتما متعة كبيرة في التدمير والخراب .
أقول لم لا تذهبون بعيدا إلى حياة بدائية ربما لم تطأها رجل بشري قط حتما ستناسبكم ، هناك حيث يوجد فصائل متنوعة من العفاريت والتماسيح ، وهناك البقاء للأقوى .
   فقد تعب أبناء وطني من سياسة المكر والتلاعب لكسب المزيد من التأييد والتعاطف الذي أصبح عادة كل الأحزاب المغربية الفاقدة للشرعية مسبقا ، فنحن لا نحتاج لشيء بقدر ما نحتاج لثورة فكرية تزيح كل ما يعيق تطور الفكر المغاربي ، وحتى آنذاك لا زال الشعب وحده من يدفع ضريبة طيش أشباح الدولة .

sefroupress
playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا