الحسام الماحق لفضح كل وصولي منافق بعنوان:صواريخ صام لإماطة اللثام عن الدعاة اللئام الساعين بشتى السبل لتشكيك الأنام في تعاليم الإسلام

بانقداح الشيخ عبد اللطيف بوعلام. ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ [ من سورة الصافات: (24): مسؤولون عما آلت إليه مجتمعاتنا من تحرر وتفسخ وتشرذم وبِعاد وإلحاد.. أعني بالضبط طائفة المنافقين الوصوليين لتحقيق مصالحهم الشخصية الدنيوية ولو على حساب الدين والمنهج رقصا على جراح الآخرين…ومن سِماتهم أي: علاماتهم الاهتمام بالهندام وتلوين وتزيين الخطاب مراعاة لمصلحتهم الذاتية بحسب التيار الغالب السائد، لا بحسب ما غالبية الناس تعتقد؛ إذ الدين عندهم وسيلة لا غاية. قال تعالى في السورة الواصفة والفاضحة الواردة تشهيرا باسمهم وعملهم النفاقي: “وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ، وَإِنْ يَّقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ، يَحْسِبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ، هُمُ الْعَدُوُّ، فَاحْذَرْهُمْ، قَاتَلَهُمُ اللهُ، أَنَّىٰ يُوفَكُونَ” سورة المنافقون: 4.قال ابن عباس: كان عبد الله بن أبَيّ (زعيم المنافقين) وسيما جسيما صحيحا صبيحا، ذَلِقُ اللسان، فإذا قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم.وبعكسه تقوًى ووَرَعاً ما أورده أبو هريرة عن نبي الهدى صلى الله عليه وسلم في قوله: ” رُبَّ أشْعَثَ مَدْفُوعٍ بالأَبْوابِ لَوْ أقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ “. الحديث رواه مسلم. فلا الأناقة ولا الفصاحة دليل على صدق النوايا وصفاء القلب وسلامته، فإياكم والاغترار بالمظاهر، فإنها كاذبة وخدَّاعة..وعودة إلى الزمرة المارقة التي اتخذت وتتخذ الدين مطية للوصول إلى الشهرة أو المال أو النفوذ أو القرب من السلطة، فتراها تتكلم باسم الإسلام لكنها لا تُواليه نصرة في أغلب مواقفه الحقيقية، وتراها تتجنب بكل ما أوتيت من مكر ودهاء الدخول في الأمور الخِلافية خوفًا من الخسارة الحِجَاجية رغم عِلمِها بالحقيقة لأن همَّها هو الحفاظ على الجماهيرية التي تقتات على ظهرها، فتسعى دوما إلى إرضاء الآخرين تبسما في وجوههم بشتى اللحون القولية متمنطقة بالحلف واليمين الغموس بهندام تغري به المارين والناظرين.والمنافق ذكي جدا تراه لا يؤيد أحدا بوضوح. بل يُمسك العصا من الوسط ليبقى مقبولًا لدى الجميع، حتى وإن تعارض ذلك مع الحق، فهو محسن بامتياز لفنون التبرير لا فنون التغيير، فتراه يتزين بثوب العلم دون حقيقته حافظا للمصطلحات الشرعية يتقي بهانُصْح وتعاليق المنتقدين.. لذلك؛ فالداعية الوصولي هو بصدق أخطر من الداعية الجاهل _ وإن كانا في الإثم سواء _ لكن المنافق العويلم ظاهريا قد فاقه لأنه يُلَبِّسُ على الناس الحق بالباطل حتى ليبدو لهم هو عين الصواب بأساليب وتلوينات فاقت في الخداع شيخه الشيطان بحجة التيسير والاعتدال والوسطية وْشِي بَاسْ مَا هو كان، والدنيا هنية، والله غفور رحيم ولو كانت الذنوب مثل زبد البحر أو ملء عنان السماء والأرض.ومع كامل الأسف وشديد الحسرة لقد ابتُلِي المسلمون عبر مرور الزمن بطوائف نِفاقية خوارجية تدَّعي التديُّن والورع والتقوى، وعلى بني جلدتها تعتدي وتتقوى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفصح الإعراب عن هذه الطائفة المارقة الخطيرة الموجودة بكثرة على المعمورة باسم الكفاح والنكاح بالفاتحة لتكثير الذرية ظانة بفِعلها أنها تجاهد لإعلاء كلمة الله وقلبها عن حدودها ساهٍ ولاَهٍ، ولسفك دماء الأبرياء تواق ولاَّهٌ:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ( أي: يخرجون من الإسلام سريعا ولا يتعلقون بشيء منه كمثل السهم القوي الذي ينفذ من النصل، ولا يعود إليه) يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَتَمَارَى فِي الْفُوقِ “. الحديث رواه البخاري، وانفرد الإمام مسلم رحمه الله بهذا اللفظ: “… قَوْمًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأوْثَانِ”..وهذا ما هو حاصل بحدة ووضوح الآن.. ومعنى قوله: وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ أي: يحفظونه عن ظهر قلب دون الائتمار به والامتثال بأوامره، فاللهم احفظنا من هؤلاء الجُهال الغوغائيين الأوباش، واجعل كيدهم في نحورهم، واحفظ بلاد المسلمين برمتها من شرورهم ومكائدهم، وخاصة مغربنا الحبيب بقيادة أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين، وضامن استقرار بلدنا الأمين. آمين آمين يا رب العالمين.