أمينة أوسعيد
وأنت تعبر شوارع مدينة صفرو، يصادفك باعة بسطوا على جنباتها بضاعتهم يعرضونها وكلهم أمل أن تنفذ مع حلول المغيب. ومع اقتراب عيد الأضحى، يطفو على السطح نوع من التجارة الموسمية التي تصاحب هذه المناسبة.
فنجد هنا باعة الفحم الحجري يكدسون أكياسهم فوق بعضها بأيديهم التي لفها السواد. وهناك شيخ يحشد السكاكين والسواطير بكل همة ونشاط. يجاوره شباب يبيعون لوازم الشواء والمجامر القصديرية والفخارية وغير بعيد، رص شاب أكياس الذرة الممزوجة مع الشعير وأخرى ملأها بالتبن.
جميعهم ينتظرون على حافة الوقت أن يمر زبون ليقتني بضاعتهم. تتعالى أصواتهم الجهورية في ساحة باب المربع فيعزفون سمفونية خاصة عنوانها العمل بجد وتوفير مبالغ مهمة نهاية النهار تمكنهم من شراء احتياجات أسرهم ولم لا اذخار بضع دراهم بيضاء لعلها تنفع في الأيام السوداء. كما يلجأ بعض الشباب العاطل خلال مناسبة عيد الأضحى إلى عرض خدماتهم بنقل الخرفان وتشويط الرؤوس لتوفير دخل مؤقت.
نشاط متزايد وحركة دؤوبة تدب في شوارع المدينة وأزقتها على غير غرار الأيام العادية. حيث يصبح السوق قبلة الجميع الكل يسابق الزمن ويحرص على شراء ما ينقصه من لوازم. فتجد الاكتظاظ أينما حللت وارتحلت. خاصة عند باعة التوابل وباعة الخضر والفواكه.
ورغم ارتفاع الأسعار الذي طال جميع المواد إلا أن هذا لم يمنع الأسر الصفريوية من شراء حاجياتها الضرورية والتخلي عن بعض الكماليات التي لا تشكل ضررا في الاستغناء عنها.