تحدثنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة من الحلقات التوضيحية وعملنا على تقديم الجمعية المغربية لحماية الحقوق والحريات والمكتسبات بشكل مختصر جدا في انتظار انطلاق العمل الفعلي للجمعية على الصعيد الوطني والدولي كذلك . كما تطرقنا في الحلقة الثانية إلى تفسير مفهوم المكتسبات ولو بشكل مختصر. وفي هذه الحلقة الثالثة سنتطرق إلى مفهوم الحقوق من وجهة نظرنا وبشكل مبسط وواضح دون الانخراط في عمق الاشياء على أن نعود الى ذلك في حلقات مخصصة بدون تحفظ أو ضبابية .سنتطرق إلى مفهوم حقوق الإنسان انطلاقا من وجهة نظر أممية لمقارنها بمفهومها من وجهة نظر ديننا الإسلامي الحنيف.وعليه سنبدأ من الاعلان العالمي لحقوق الانسان كوثيقة تاريخية ثابتة و هامة في تاريخ حقوق الإنسان. وهذا الاعلان صاغه ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع دول العالم ، كما اعتمدت الجمعية العامة الاعلان العالمي لحقوق الانسان في باريس بتاريخ 10 ديسمبر 1948 بموجب القرار 217 ألف حيث تم اعتباره المعيار المشترك الذي ينبغي ان تعتمده كافة الشعوب والامم ، وهو يحدد حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين على الجميع حمايتها عالميا . كما ترجمت تلك الحقوق الى 500 لغة من لغات العالم.إن الاعتراف بالكرامة المتجدرة والمتأصلة في جميع أعضاء البشرية و بحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم. كما أن شعوب الأمم المتحدة أكدت في الميثاق من جديد ايمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية والرقي الاجتماعي ورفع مستوى العيش في جو من الحرية.وقد اعتمدت الجمعية العامة في الميثاق على 30 مادة للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات والأهمية الكبرى للالتزام بهذا التعهد. ومن أهم المواد الواردة في الميثاق:المادة الأولى:« يولد جميع الناس احرارا ومتساوين في الحقوق …….المادة الثانية:« لكل انسان حق التمتع بجميع الحقوق المذكورة في الاعلان دونما تمييز من اي نوع ، اللون، اللغة، الدين الجنس ، او الرأي سواء كان سياسيا او غير سياسي أو الأصل الوطني او الاجتماعي أو الثروة او المولد الى آخرهالمادة الثالثة:« لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الامان على نفسهالمادة الرابعة:« لا يجوز استرقاق احد أو استعباده ويحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهماهذه فقط نماذج من الحقوق التي تضمنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان وسنحاول في الحلقة المقبلة دراسة حقوق الإنسان من منظور الشريعة الإسلامية السمحة للمقارنة والتاكيد على أسبقية ديننا الحنيف في التطرق والتنصيص على حقوق الإنسان.
