العالمالمغرب

التسمم الغذائي و الصيف

يعتبر التسمم الغذائي من أبرز الاضطرابات الصحية الحادة، التي تصيب الجهاز الهضمي في فصل الصيف، نظرا لتغير العادات المعيشية والغذائية للإنسان.
وباعتبار ان فصل الصيف يتميز بارتفاع درجات الحرارة ، والرطوبة، مما يؤثر سلبا على جودة الأكل وعلى المواد المستهلكة، بفعل فقدانها خصائصها من جراء التعرض للشمس، وعدم احترام معايير النظافة، وسلسلة التبريد.
و لتعريف التسمم الغذائي فهو التهاب معوي حاد، بسبب بكتيريا، فيروسات، وطفيليات، أو عناصر كيميائية
كل هذه العوامل تؤثر مباشرة على النسيج المعوي وعلى وظائف الإمتصاص والهضم، مما يؤدي إلى رد فعل إلتهابي على مستوى الجهاز الهضمي .
فيما يخص التسمم الغذاء الجماعي فهوينتج عن تناول الغذاء أو الشراب الملوث، بحيث يصيب شخصين أو أكثر ،تناولوا طعاما مشتركا في نفس الوقت والمكان وتظهر عليهم أعراض مرضية متشابهة.
بعد إبتلاع العامل الممرض، يمر الميكروب، عبر الفم إلى الجهاز الهضمي، يصل الى المعدة، ثم الأمعاء الدقيقة والغليظة مما يؤدي إلى التهاب حاد في الخلايا الظهارية للأمعاء وتلف الزغابات المعوية، وبالتالي يستجيب الجسم بإفراز كميات كبيرة من السيتوكينات الإلتهابية( إستجابة مناعية عنيفة), مما يؤدي الى تشنجات وزيادة افرازات في الأمعاء مما يترتب عنه إسهال حاد، بالإضافة إلى إنتفاخ، وتراكم الغازات، نتيجة تغير الميكروبيوم المعوي.
فيما يخص الأعراض ،فهي تختلف حسب كمية الطعام المتناول، والحالة الصحية للمصاب.
فبعد ساعات من تناول الطعام ،تظهر أعراض ،كآلام البطن، غثيان، إسهال مائي أو دموي، حمى، ضعف وتعب شديد ،ضعف عضلي
وتجدر الإشارة ان هناك فئات أكثر عرضة، للتسمم الغذائي ولمضاعفاته، نظرا لضعف المناعة لديهم، وهم:
كبار السن، الرضع والأطفال الصغار، الحوامل، المصابون بأمراض مزمنة، مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو الإشعاعي
ويتسبب التسمم الغذائي في مضاعفات تتمثل
الإجتفاف نظرا فقدان السوائل، الصوديوم ،والبوتاسيوم.
تلف الغشاء المخاطي المعوي
نزيف معوي أو ثقوب
القولون السام
إضطراب الميكروبيوم المعوي.
معظم الحالات تتشافى تلقائيا بعد الإلتجاء إلى الراحة شرب السوائل, والتوقف عن الطعام .
ولكن فئة أخرى ،تضطر إلى الولوج إلى المستشفى ،نظرا لضعف المناعة اوعند ظهور العلامات التالية:
نوبات متكررة من القيء وعدم القدرة على الإحتفاظ بالسوائل
حمى مرتفعة
إسهال أكثر من 3أيام
إسهال دموي أو دم في البراز تشنجات شديدة في البطن
علامات الإجتفاف :عطش مفرط ,قلة التبول أو إنعدامه
دوخة، أعراض عصبية.
فبعد إستشفاء المرضى، نقوم بفحص سريري. تحليل البراز، تعويض السوائل عبر الوريد، إعطاء أدوية التشنج، الحمى ،القيء عبر الوريد ، وأيضا المضادات الحيوية في بعض الحالات.
وتبقى الوقاية هي خير وسيلة لتجنب التسمم الغذائي ،وترتكز على
النظافة الشخصية، بغسل اليدين بالماء والصابون وتناول اطعمة نظيفة
الحرص على غسل الخضروات والفواكه،
الحرص على الإحتفاظ بالأطعمة في درجة حرارة آمنة،
التخلص من الطعام المشكوك فيه ،
طهي الطعام جيدا
تجنب إستهلاك الأطعمة في الأسواق العشوائية وعند بعض الباعة المتجولين الذين لا يحترمون معايير النظافة،
مراقبة تاريخ صلاحية المنتجات شرب المياه النظيفة،
مزاولة النشاط البدني في الصباح الباكر أو المساء ،
وختاما لا بد من الاشارة ان التسمم الغذائي هو تهديد صامت لصحة الجهاز الهضمي، نظرا للآثار السلبية عند عدم العلاج، والوقاية هي سلوك يومي مفروض عند أي شخص.
دة .نجاة خليل
اختصاصية امراض الجهاز الهضمي و الكبد
مستشفى محمد الخامس بصفرو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى